أونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب قدمت مؤخرا فرقة بلدية دوز للتمثيل سلسلة عروض لعملها المسرحي الجديد ” نواصي …وبعض من الذرية ” في دار المسرح والفنون بدوز وهي من أخراج قيدوم الفرقة منصور الصغير الذي يشارك في التمثيل أيضا مع قيدومي الفرقة الناصر عبد الدائم والسبتي اليعقوبي وهذا الثلاثي من مؤسسي الفرقة في 1985مع وجوه جديدة من شباب الفرقة محمد بالحاج وأخلاص عبد العظيم عن نص للشاعر البشير عبد العظيم في أول تجربة مسرحية له .
هذه المسرحية التي ستعرض قريبا في العاصمة امام لجنة الانتقاء المسرحي لم تختلف عن المسار الذي أختارته الفرقة منذ تأسيسها وهو توظيف الموروث الشعبي في منطقة الصحراء لتناول قضايا أنسانية أنطلاقا من مفردات البيئة من اللهجة إلى الموسيقى والإيقاعات والأمثلة الشعبية وهو خيار حققت فيه الفرقة نجاحا لم ينافسه فيه أحد وهو سر أشعاعها وأستمرارها طيلة أربعين عاما دون أنقطاع وقد تعاملت في هذه المسيرة الطويلة مع مخرجبن محترفين من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي كانت لهم بصمة واضحة في مسيرة الفرقة .
” نواصي …وبعض من الذرية ” قصة كهلان يشعران بدنو الشيخوخة ” العارف ” ( منصور الصغير ) و” الزاهي ” ( الناصر عبد الدائم ) يتابعان تساقط سنوات العمر كل بطريقته ففي الوقت الذي يستحضر فيه ” العارف ” شبابه وطفولته متحسرا على تغير الزمن بكل من المرارة والحزن والحسرة يمضي ” الزاهي” في حياته السعيدة و” طبله ” غير عابئ بشيء في حين يرصد ” عبرود ” ( محمد بالحاج) بكثير من السخرية تبدل الأحوال بسبب قسوة الحياة والزمن وغياب العدالة الأجتماعية التي دفعت بٱلاف الشباب إلى ” الحرقة ” غير عابئين بمخاطر الموت في البحر المتوسط .في الوقت الذي تستنجد فيه ” نواصي ” ( أخلاص عبد العظيم ) بأهلها لكنهم غير عابئين !
المسرحية تطرح قضايا كبرى مثل تجريم الأختلاف والتعدد والتجارة بالدين وأدعاء التقوى والحرقة والتهميش والأقصاء الأجتماعي ..
وإذا كان ” شيوخ ” الفرقة قد أصبحوا علامات مميزة في المشهد المسرحي في تونس فإن الفرقة قد نجحت في تكوين جيل جديد من الممثلين الذين سيكون لهم شأن في المستقبل .