- الإنقلاب ….. المقنع …!!!
بمناسبة الذكرى الحادية عشرة ل14 جانفي فجرت إذاعة ” بي بي سي” تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية أجراها بن علي أيام 13 و14 و15 جانفي 2011، مع كل من وزير الدفاع رضا دريرة وقائد جيش البر رشيد عمار والمنتج السينمائي طارق بن عمار وكمال لطيف. وقد تأكدت الإذاعة من صحة هذه التسجيلات التي تم التدقيق فيها طيلة عام كامل بين بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية، و تمت الإستعانة بمختصين في رصد التسجيلات الصوتية و التأكد من صحة محتوى هذه المكالمات .
تظهر هذه التسجيلات اللحظات الأخيرة لانهيار سلطة بن علي بعد 23 عاما من الحكم , وقد كانت حركة النهضة وراء ما حدث في تونس حسب ما قاله الرئيس السابق صباح 14جانفي في آخر مكالمة مع وزير الدفاع الذي أكد له “أن الحكومة فقدت السيطرة على ما يحدث في الشوارع “.
- لماذا سربت الوثيقة الصوتية في هذا التاريخ بالذات …؟
السؤال الذي يطرح عند تسريب وثيقة صوتية في هذا التاريخ هو معرفة دوافع و دواعي تسريب التسجيل الصوتي.
إن نشر مثل هذه المعلومات التي أصبحت مادة دسمة للجمهور السياسي ، يأتي أولا في سياق انتهاء سردية ” الثورة ” و هو ما يؤكد يوما بعد يوم ، أن ما حصل سابقا هو ” انقلاب مقنع ” على السلطة ,من خلال تداول المعلومات والأقاويل حول دخول الرئيس زين العابدين بن علي في حالة غير طبيعية آنذاك ، وقد فسرالدارسون للوضع السياسي بأن الرئيس الراحل وضع تحت تأثير مخدر جراء لعبة سياسية مُحبكة ,تتداخل فيها أيادي خفية لها تاريخ أسود طيلة فترة حكمه .
أما النقطة الثانية و الأهم فتتمثل في الكشف عن دور طارق بن عمار الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع دوائر القرار في واشنطن و روما و باريس. و قد تجلى دور طارق بن عمار في الاتيان بعدد من التونسيين المقيمين بفرنسا لتولي مهام حكومية بعد 14 جانفي.
ليبقى السؤال مطروحا لماذا وقع تسريب الشريط في هذا التاريخ بالذات.. و هل ستكشف الايام القادمة عن معطايات إضافية حول 14 جانفي ؟؟؟؟؟