
تونس – اونيفار نيوز –سجلت تونس تراجعًا ملحوظًا في طاقة خزن السدود بنسبة 30.4%، وفق أحدث البيانات بتاريخ 29 أوت 2025، بحسب ما كشفه المختص في التنمية والتصرف في الموارد المائية، حسين الرحيلي في تصريح اعلامي حيث اعتبر أن “تراجع طاقة الخزن ليس نتيجة التسربات، وإنما يعود إلى عدة عوامل متشابكة، أولها عمليات السحب اليومية المكثفة، حيث يتم سحب حوالي 2 مليون متر مكعب يوميًا لتلبية احتياجات الشرب والزراعة والصناعة، وثانيها غياب الأمطار منذ أواخر جوان 2025، ما أدى إلى عدم تجديد المخزون المائي في السدود”.
واوضح ان “الخارطة المطرية تغيرت، حيث أشار إلى أن الأمطار الأخيرة تركزت في مناطق مثل القيروان وسيدي بوزيد وبعض مناطق الوطن القبلي والساحل، وهي مناطق لا تحتوي على سدود، ما يعني أن المياه هطلت دون زيادة المخزون في السدود”، وأضاف أن “هذه الظاهرة تعكس تأثير التغيرات المناخية على توزيع الأمطار في تونس”، مؤكّدًا أن “نمط الهطولات المطرية التقليدي لم يعد مستقرًا كما في الماضي”.
وشدد على أن “الاعتماد التقليدي على السدود الكبيرة لم يعد كافيًا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، إذ إن معدلات تبخر المياه من هذه السدود مرتفعة جدًا، ما يقلل من فعاليتها في تخزين المياه على المدى الطويل فنحن أمام ستة أشهر من الحرارة المرتفعة، وهو ما يزيد فقدان المياه بالتبخر ويجعل السدود الحالية أقل فاعلية”. وأضاف أن “الاستراتيجية المائية التقليدية لا تزال كلاسيكية، حيث يركز التخطيط على بناء سدود جديدة دون البحث في حلول مبتكرة لإدارة الموارد المائية بكفاءة أعلى”.
ودعا إلى اعتماد مجموعة من الحلول البديلة، تشمل “السدود الجوفية لتقليل التبخر والحفاظ على المياه لفترات أطول، والأحواض العمرانية لتخزين المياه الناتجة عن الأمطار في المناطق الحضرية، ونقاط التجميع المؤقتة للمياه في المدن الكبرى مثل صفاقس، ومناطق الجنوب والساحل، لاستغلال المياه الموسمية التي غالبًا ما تضيع، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لمراقبة مستويات المياه وتحليل بيانات المناخ للتخطيط المسبق خلال الفترات الجافة”، وتقليل الهدر الناتج عن التبخر والإدارة التقليدية”.