اعتبر الباحث في القانون الدستوري بالجامعة التونسية رابح الخرايفي في تصريح لموزاييك أن إعلان المكلف بتشكيل الحكومة إلياس الفخفاخ لأسماء الوزراء المقترحين في فريقه الحكومي ليس إعلانا بالمعنى الدستوري و إنما هو إعلان عن التشكيلة المفترضة التي تضم 29 وزيرا و كاتبي الدولة كان سيسلمها لرئيس الجمهورية الذي يحيلها بدوره على البرلمان لمنحها الثقة لكن الفخفاخ لم يعلن تسليمها للرئيس .
لكن السؤال حاليا ماهي الامكانيات المتاحة دستوريا لرئيس الجمهورية قيس سعيد في حال عدم حصول حكومة الفخفاخ على الثقة وهي الفرضية الاكثر الواقعية خاصة بعد انسحاب النهضة امس من الحكومة قبل ساعة من الاعلان عنها ؟
.فشل الفخفاخ يعني حتميا حل البرلمان :
في تصريح اعلامي لها اعتبرت استاذة القانون الدستوري سلسبيل القليبي ان الفصل 89 من الدستور يمنح لرئيس الجمهورية تكليفا واحدا وانه من غير الممكن ان يعاود الكرة في صورة عدم تمكن الشخصية المكلفة من تشكيل الحكومة او في صورة عدم حصول الحكومة على الثقة من البرلمان .
واشارت انه لا وجود لنص صريح يتحدث عن تكليف شخصية ثانية بتشكيل الحكومة في صورة فشل الشخصية الاولى اي الفخفاخ
في تشكيل حكومة او الحصول على الثقة من البرلمان مبينة ان الاربعة الاشهر الني نص عليها الفصل 89 لحل البرلمان تنتهي يوم 15 مارس 2020 وانه في صورة فشل المكلف الحالي بتشكيل حكومته او عدم حصوله على ثقة البرلمان فان كل فقرات الفصل 89 تكون قد فُعلت ويعلن بالتالي رئيس الجمهورية عن حل البرلمان وعن التوجه نحو انتخابات سابقة لاوانها .
فيما تستمر الحكومة الحالية في عملها خلال المدة المتبقة من 20 فيفري حتى 15 مارس
واضافت ان حل البرلمان مسألة حتمية ولا خيار اخر لرئيس الجمهورية سواء هذا الحل حتى وان كانت صيغة الفصل في شكل اختياري من خلال التنصيص على أنه لرئيس الجمهورية امكانية حل البرلمان” .
وتعقيبا على سيناريو سحب الثقة من حكومة الشاهد وتقديم شخصية اخرى لتشكيل الحكومة تختارها الاحزاب افادت استاذة القانون الدستوري ان ذلك سيضع البلاد امام وضع وصفته بالغريب معتبرة ان من يسحب الثقة من حكومة الشاهد هو منطقيا البرلمان الذي منحها الثقة مذكرة بان البرلمان الحالي لم يمنحها الثقة كما اشارت ان مايتداول
حول امكانية تشكيل حكومة تكلف بالاعداد للانتخابات لا سند دستوري له اصلا.
لكن طالما ان التشكيلة التي اعلن عنها الفخفاخ افتراضية حسب مختصين في القانون باعتباره لم يسلمها لرئيس الجمهورية يعني امكانية التحوير تبقى متاحة فهل يقوم الفخفاخ بتعويض وزارء النهضة بمستقلين تاكيدا منه انه لن يقدم تنازلات اخرى للنهضة التي تريد في نهاية المطاف ان تستعرض قوتها وتؤكد ان الحكومة لن تمر بدونها.؟
الاحتمالات الان كلها متاحة ونيل حكومة الفخفاخ للثقة يستدعي معجزة في صورة محافظة النهضة على موقفها غير ان اتفاقات الساعات الاخيرة قد يحمل في طياتها مفاجات غير منتظرة .
ه/ا