امام تعاظم هاجس الهجرة لدى الشباب بتونس خاصة الذي يفتقد مؤهلات علمية او فنية تسهل عليه مغادرة التراب التونسي بطريقة قانونية و نظرا لخطر الموت الذي يطوق رحلات الحرقان و لو من الصنف العالي” vip” فان جزء هام اليوم يستعمل ورقة الاضطهاد الجنسي المثلية او الاضطهاد الديني والمقصود اعتناق المسيحية للعبور الامن الى احد مدن الشمال حيث النعيم و الأمان الاجتماعي و التقدم الحضاري.
لكن الامر ليس بهذه البداهة التي يتصورها البعض و السماح باللجوء بناءا على الجنس او الدين لا يكتفى فيه بادعاءات و دموع طالب اللجوء فالاقرار ليس سيد الأدلة و المبدأ أنه كاذب الى أن يثبت خلاف ذلك.
و استنادا إلى مصادر عالية الدقة فإن اللعب بورقة المثلية مشروط و لا مكان للغفلة فيه و ما على الراغبين في تحريك هذه الورقة الا ان يقدموا ملفا مثقلا بالاثباتات و من بينها بطاقة انخراط في “جمعية شمس” و إن وجدت فتظل غير كافية حيث تردف ببحث استقصائي في الغرض فضلا على اخضاع مدعي المثلية الى الفحص الشرجي و الاختبار النفسي الدقيق و المتخصص.
و أكد مصدرنا كذلك أن ورقة اعتناق المسيحية ليست مدخلا مفتوحا على مصراعيه للحصول على اللجوء تلقائيا حيث يفترض في طالبه أن يكون معروفا بمواظبته على أداء الصلوات في الكنيسة و ماسكا بين يديه بطاقة انخراط”certificat de baptême” و في صورة انعدام وجودها فيشترط عليه انتظار سنتين يواظب خلالها المترشح او مدعي “الاضطهاد الديني” من اجل اعتناقه المسيحية على القيام بالشعائر اللازمة و يقترب من “البابا” و “القساوسة” حتى يتمكن من الحصول على شهادة من قبل لجنة من القداس تختارهم الكنيسة.
و أكد مصدرنا ان مصالح الهجرة في السويد و الدنمارك و النرويج و فنلندا و ايزلندا تحقق في مطالب اللجوء على أساس المثلية الجنسية و تبديل الدين و تأخذ بعين الإعتبار كل قضية على حدة بمعنى تتمعن في خصوصيات كل واحدة حسب إتفاقية الأمم المتحدة للاجئين و المحكمة الدولية و محاكم الهجرة و المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اتفاقية جنيف 1951.
اضافة الى ذلك فان طالبي اللجوء يخضعون لاختبارات خاصة و دقيقة اقرب للتحقيق البوليسي و الاستخباراتي تتم تحت اشراف ضباط هجرة متخصصين يقومون بالاستجوابات عدة مرات و لمدة ستة اشهر او اكثر حسب الحالات.
و في صورة قبول الاعذار الواردة بالقضية يمنح اللجوء و اذا رفض المطلب فان مصالح الهجرة تجبره على المغادرة.
و في نفس السياق أفادنا مصدرنا أنه بقطع النظر على كل ما اسلفنا ذكره فان طالب اللجوء عليه أن يثبت انه قادم من بلد لا يحترم الحريات الفردية و لديه معتقدات أو ميولات جنسية من شأنها ان تتسبب له في مخاطر وجب اثباتها بمحاضر البحث و المحاكمات و شهائد طبية تثبت الضرب و التعذيب مما يعني انه لا يكفي الاحتجاج بالميولات الجنسية بل عليه ان يثبت تعرضه للتعذيب و هو المعيار الأهم.
و نفس الامر بالنسبة لمعتنقي المسيحية فمصالح الهجرة لن تختبر عدد الايات المحفوظة من الانجيل بقدر ما تتثبت ان المسيحيين يتعرضون الى اخطار في البلد الذي قدم منه طالب اللجوء.
مع الاشارة ان عدد ممن يحكمون تونس الان استعملوا سابقا ورقة الاضطهاد السياسي للحصول على اللجوء حيث حققوا مغانم كبيرة و تحولوا الى ابطال عرتهم الثورة و كشفت جليا انهم ابطال من ورق.
هاجر و أسماء