و نحن نقترب من الانتخابات نحبس انفاسنا امام ما عسى ان تكشفه لنا مطابخ السياسيين “فناني الممكن و اللاممكن” و يبقى الربع ساعة الأخير قبل الانتخابات الذي نعيش ردهاته الان الأكثر اثارة لانه “الجوكار الحقيقي” و الحاسم فماذا في جراب الحاويين من ساستنا ؟
الاستاذ حلمي مليان الكاتب و المحلل السياسي و الخبير في شؤون الإرهاب اكد ان هناك خلط كبير في الأوراق دبر بليل و تحركات كبيرة ستطال قرطاج بتغيير طاقم مستشاري القصر حيث من المنتظر ان يتم تعيين كل من المنذر الزنايدي و مهدي جمعة و لطفي براهم بالتوازي مع اقصاء حافظ قايد السبسي نهائيا من حزب النداء تمهيدا لانصهاره مع بقية نسخه و مشتقاته.
اما بالنسبة للقصبة فسيتم التخلي عن الشاهد هذا الشهر و استبدال الحكومة الحالية بحكومة انتخابات بالحد الأدنى من الأحزاب. و بالتالي كل شيئ متغير و زائل استنادا الى أقواله باستثناء القانون الانتخابي لانه الضامن الكبير لتابيد الإسلام السياسي.
و تابع قوله ان الانتخابات في تونس ليست ملكا محضا للتونسيين فهي كذلك محل أطماع القوى الخارجية المتصارعة المحور القطري التركي الإيراني في مواجهة التحالف الإماراتي السعودي و النتيجة تحددها الولايات المتحدة الامريكية حسب عقلية ربحية أي “لمن يدفع اكثر” فلا يخفى على احد حسب ذكره ان “ترامب رئيسها رجل اعمال يدير العالم بعقلية تجارية متوحشة و العروض امامه مغرية فمن ناحية تركيا و العراق و الاكراد و قواعد “الناتو” و قطر و ما تدره من بترول و غاز و من ناحية أخرى الامارات و السعودية منبع المليارات و صفقات تسلح خيالية و هو ما سيطيل محنة تونس لكارهي الإسلام السياسي فيها و ممثلته النهضة التي قد تسجل حضورها مبدئيا الى حدود سنة 2024 و ما بعده و كل ما هو مطلوب منها فقط “لوك ديمقراطي مدني” تظهر به في العالم ليقال “العجب التونسي”.
و في نفس السياق أضاف ان تونس تسير حثيثا نحو السيناريو اللبناني حيث الحكم مقسوم ما بين الولاء لإيران و سوريا سابقا و روسيا ممثلة في حزب الله و الولاء الى فرنسا و امريكا و السعودية. مبينا ان المحور القطري التركي وكيلهما السياسي في تونس النهضة اما التحالف الإماراتي السعودي الفرنسي و كل سياسيا النداء و مشتقاته و لا نملك في هذا الإطار الا ان نستعير عبارة السيد جمال العويديدي انه لا خروج من هذا المستنقع الا بهبة شعبية حقيقية.
أسماء و هاجر