-
هناك اقصاء ممنهج تدريجي ضد الدكتور حمودة من قبل المكي في الاجتماعات
-
الأبطال الحقيقيون هم أصحاب البدلات البيضاء و الأمن و الجيش
-
تململ كبير يسود وزارة الصحة بسبب تغييب المدير العام للصحة و عمداء كليات الطب….!!!
بعدما تداول عديد المواقع الالكترونية و صفحات التواصل الاجتماعي خبر اعفاء شكري حمودة من ادارة الرعاية الطبية الاساسية و تكليفه بالتفرغ لهيئة الاشهاد و الاعتماد و الجودة التي كان يشرف عليها بالنيابة بتكليف من وزيرة الصحة السابقة سنية بن الشيخ.
و ما رافق ذلك من تعليقات و ضجة اجاب عبد اللطيف المكي وزير الصحة في ساعة متأخرة في تدوينة على حسابه بالفايس بوك اكد فيها الخبر و قدم مجموعة من التوضيحات الغريبة في مجملها حيث قال انه لم يتم اعفاء شكري حمودة من منصبه بل تمت ترقيته بعد التشاور معه و منحه خطة مدير عام للهيئة الوطنية للاشهاد و الاعتماد مع مواصلة مهامه على رأس ادارة الرعاية الصحية الاساسية الى حين تعيين من يخلفه.
و اضاف الوزير أنه مستعد لالغاء القرار ان كان غير مرتاح في منصبه بعقلية الحاكم بأمره في مزرعته الخاصة حيث القرارات مزاجية و عاطفية بعيدا كل البعد عن العقلانية و الموضوعية.
غموض و كواليس خلفية وراء القرار…
يجمع المحللين ان هناك رائحة سياسة” التكمبين” تفوح من الحديقة الخلفية لوزارة الصحة التي يحكمها المكي و من ورائه الغنوشي لاسيما ًو ان هناك جملة من المعطيات الغير عادية التي سبقت قرار ازاحة الدكتور شكري حمودة في شكل ترقية اذ انه منذ فترة تم استبعاده من الفريق المكلف بمجابهة فيروس كورونا كما اقصي كذلك من الحضور في البلاتوهات التلفزية…
فهل ان شكري حمودة يثمن ثمن صراحته المفرطة و كشفه كامل الحقائق دون تحريف ؟ و هل من المنطقي ان تترك القرارات الهامة المتعلقة بالتعيينات في المناصب الهامة الى اهواء و زير الصحة الذي ذكر في التدوينة انه اذ كان شكري بن حمودة غير مرتاح يمكن ان يرجع الى منصبه ؟ ام ان شهرة الدكتور حمودة أزعجته كثيرا ؟. و أزعجت الذباب الأزرق الالكتروني الذي يبحث عن جعل وزيرهم نجما في هذه الحرب و هو امر غير مستبعد خاصة و ان كل نقد له مرفوض و تتسخر المليشيات النهضوية للتنكيل و لنا أسوة في ما حدث للإعلامي خليفة شوشان و ما ناله من شتائم من المكي نفسه الذي نسي انه مكلف بمحاربة الكورونا و ليس بمحاربة المخالفين.
الحقيقة و هو ما يؤكده جل المطلعين على الشأن العام ان المكي يريد ان يصبح نجما و بطلا في حرب لم يتجاوز دوره فيها الحضور في البلاتوهات و في النقاط الإعلامية او في تسريب صور له و هو بحالة إرهاق من قبل معاونيه الأيديولوجيين و هو ما لم يفعله الأبطال الحقيقيون من الأمن و العسكر و اصحاب البدلات البيضاء الذين يناضلون في الواقع و في جبهاتهم غير عابئين بالخطر و دون صور او سلفيات او فوتوشوب.
عبد اللطيف المكي لم يكتف بذلك بل مر الى السرعة القصوى بحثا عن مزيد من الشاو و انزل دموعه دون موجب ليقال انه بكى من اجل التونسيين و ربما كان عليه ان يبكي و يرثي حال الصحة في تونس بعد الثورة التي على شفا الانهيار خاصة و انه كان وزيرا للصحة و لم يفعل شيئا و لم يقدم غير وعود كاذبة و كلنا يذكر وعده بإنشاء كلية طب بمدنيين فمسؤوليته و مسؤولية حزبه ثابتة اخلاقيا و قانونيا و سياسيا و لا مجال لتعليقها على نظام بن علي…
ليبقى سؤالنا ماذا سيكون حال تونس لولا أبناء المدارس الوطنية البورقيبية من أطباء وباحثين وأمن وجيش ؟خاصة وأننا بفضل الثورجيين أصبحت لدينا كفاءات ارهابية لا تصلح الا للخراب.
و تؤكد مصادر من داخل وزارة الصحة أن ما يقوم به الوزير الجديد/القديم أصبح واضحا و جليا يقتصر على التعيينات بالولاء الحزبي على حساب الكفاءات العلمية و الطبية التي تزخر بها الوزارة.
و من المنتظر تعيين الطاهر قرقاح المدير الحالي لمعهد زرع الأعضاء في خطة مدير عام الصحة و هو ما بدأ يمهد له الوزير المكي بفرض هذا الاخير خلال اللقاءات الإعلامية الأخيرة .
و يتساءل خبراء الصحة العمومية عن الخلفيات التي تقف وراء تغييب المدير العام للصحة الهادي الوسلاتي و كذلك عدم تحريك عمداء كليات الطب في مختلف جهات الجمهورية الذين لهم من الخبرة و الكفاءة ما يضمن مساعدتهم الفعالة و الإيجابية في هذه الظروف الاستثنائية بالذات؟؟؟؟
ه/أ