-
معركة ما قبل الدولة… وضد النظام الجمهوري..!!!
-
سعيد “أمير المؤمنين” قادم من كوكب آخر… يكتب على طريقة الخلفاء…!!!
-
الفضاء المسجدي مراقب من النهضة انطلاقا من العملة… وصولا إلى الوزير ومعتمدي الشؤون الدينية… مرورا بالوعاظ
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تتصاعد حملات أنصار حركة النهضة ضد الرئيس قيس سعيد الذي أصبح متهما ب”أستغلال المساجد” و”توظيفها” وهي في الحقيقة من صميم الحركات الإسلامية منذ تأسيس الإخوان المسلمين في 1928 وأختصاص حصري لحركة النهضة منذ ظهورها أواخر الستينات كجماعة أسلامية تحترف “الدعوى” في المساجد وسيطرت وقتها على جمعية المحافظة على القرآن الكريم وحوًّلت المساجد إلى فضاء للدعوة إلى أتجهاها الإسلامي على أنه الإسلام.
وفي معركتها مع بن علي رحمه الله كانت المساجد من بين الفضاءات التي عرفت أوج هذه المعركة وبعد سقوط النظام أستعادت حركة النهضة بصفة مطلقة السيطرة على المساجد إلى اليوم وحتى بعض المعارك التي عرفتها بعض المساجد كانت أما مع حزب التحرير أو السلفيين فالفضاء المسجدي مراقب بالكامل من حركة النهضة بالنسبة للأئمة والمؤذنين بل حتى العملة وصولا إلى وزارة الشؤون الدينية من الوزير إلى المديرين العامين إلى الوعاظ إلى معتمدي الشؤون الدينية فوزارة الشؤون الدينية وزارة محررة بالكامل لحساب حركة النهضة لأنها تتحكم من خلالها في الخزان الانتخابي وتمنح الشرعية للأنشطة التي تمارسها جمعياتها بإسم العمل الخيري.
دخول قيس سعيد لهذا الفضاء أزعج حركة النهضة التي هب أنصارها عبر الفضاء الأزرق لحملة على الرئيس متهمينه بالدعاية السياسية في المساجد وهم الذين لم يتوقفوا عنها منذ ظهورهم الأول في تونس وواضح ان هذه الحملة موجهة من قيادة الحركة خوفا على القواعد إذ أن قيس سعيد يسعى لمغازلة قواعد النهضة الذين مازالوا يعتقدون في “انها تخاف ربي”. ولا يمكن أن يكون سعيد خالي الذهن من هذه الخلفية فهو يعي جيدا هذه الخطوة سواء بزيارته المتكررة إلى المساجد للظهور بمظهر “الرئيس المؤمن” الحريص على الصلوات بين المواطنين في مناطق شعبية أو من خلال أستحضاره الدائم لقاموس ديني.
المؤسف في هذه المعركة انها ما قبل الدولة وهي معركة تعود ما قبل ظهور الأنظمة الحديثة ومفهوم الدولة والشعب والمؤسف أكثر أن قيس سعيد الذي يفترض أنه حامي للنظام الجمهوري والدولة المدنية تحول إلى أمير مؤمنين يكتب على طريقة الخلفاء وبنفس لغتهم تقريبا ويحمل رسائله “صاحب البريد”!
لقد كان “أخراج” الرسالة الأخيرة التي وجهها سعيد إلى المشيشي مؤشرا على أنه فعلا يعيش عصرا آخر عصر ما قبل الدولة ولا علاقة له بشواغل التونسيين ولا بالثورة الرقمية التي يعيشها العالم وحققت فيها تونس خطوات كبيرة وهي مؤهلة اليوم لأن تكون عاصمة رقمية بأمتياز لكن الرئيس القادم من كوكب آخر كما وصف نفسه لا يعي هذا ومازال يفكر بطريقة خلفاء القرن الرابع وعقلية الاغالبة ربما أو الصنهاجيين الذين حكموا تونس !
فعلا أن تونس تنزلق إلى قاع سحيق بين حركة متمرسة على العمل السري والعنف ومعادية للدولة وحاملة لمشروع خلافة مؤجل إلى حين التمكن الكامل وبين رئيس يعيش في زمن آخر يحلم أن يكون خليفة بربطة عنق مستحضرا صاحب القسطنطينية و والي البصرة وامراء الأندلس. فصل جديد من دراما تونسية يبدو أنها ستطول!