-
أهم انجاز حققته النهضة هو ارباك سير دواليب الدولة
سجلت لبنان يوم الثلاثاء الماضي أعنف أنفجار منذ أتفاق الطائف وتوقف الحرب الأهلية وبداية أعمار لبنان برعاية سعودية وقد أعاد هذا الأنفجار إلى الذاكرة الظروف التي أحاطت بأتفاق الطائف والتسويات السياسية التي تمت و التي و إن حققت السلم الأهلي إلا أنها جوعت اللبنانيين و تسببت في أزمة أقتصادية خانقة شهدت ذروتها العام الماضي بخروج اللبنانيين إلى الشارع أحتجاجا على الفساد و ارتفاع الأسعار و منظومة الحكم الطائفي.
الوضع في لبنان فيه الكثير من نقاط الالتقاء مع تونس سواء من طبيعة المجتمع او من صغر المساحة او من الأنتماء إلى المنظومة الفرنكفونية لكن ليس هذا فقط ففي تونس هناك ثلاثة رؤساء و هي المنظومة التي كرستها “ثورة 14 جانفي” كما أن لبنان يعاني من هيمنة حزب الله على أجهزة الدولة و تأسيسه ل”دولة” موازية خاصة بذراعيها الأمني و الأعلامي و هذا ليس بعيدا عن ما قامت به حركة النهضة منذ عودتها إلى النشاط العلني فحركة النهضة تضع يدها منذ عشر سنوات على أهم الأدارات وتتحكم في التعيينات و الأقالات ولها نفوذ كبير في الأعلام وفي الأمن و في القضاء و هو ما أثر بوضوح على سير الأجهزة الحيوية للدولة. وأهم أنجاز حققته حركة النهضة خلال عشر سنوات من الحكم هو أرباك سير دواليب الدولة وأبعاد كل الموظفين الكبار الذين تصنفهم الحركة عبر عيونها على أنهم معارضين للأسلام السياسي فهؤلاء مصيرهم الثلاجة إذا لم تنجح في فبركة ملفات إدانة قضائية لهم.
و قد كانت حصيلة هذه السياسة مزيدا من أرباك الأدارة التي كانت العامود الفقري للنظام وقد تم أغراقها بتعيينات الولاءات والعفو التشريعي العام. فوضع تونس لا قدر الله قد يصل إلى الحالة اللبنانية بسبب الأهمال والعجز والأنهاك الذي تتعرض له البلاد.