أسامة
حين تولى مهدي جمعة رئاسة الحكومة في 2014 بعد مشاوارت طويلة المدى وصفت بالأعسر منذ الاستقلال خاضها الرباعي الراعي للحوار الوطني وقتها و في غياب التقارب الفكري و الايديولوجي بين المرزوقي و جمعه كان تسيير الدولة أنذاك بلا تنسيق بلا روح توافقية لدرجة أن أعلى هرمي السلطة التقيا في مناسبتين فقط كانت فحواها أمنية بالأساس الأولى انعقاد المجلس الأعلى للأمن بقصر قرطاج و الثانية اثر زيارة وزير الداخلية لثكنة العوينة.
و رغم تحفظات و دمار المرزوقي و طريقة تسييره لشؤون الدولة في تلك الفترة بقطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا و تسليم البغدادي المحمودي ليس المهم من وّقع و من أمر ول سنا في حاجة للخوض هل أن الجبالي أو المرزوقي هو من سلم البغدادي لليبيا رغم حكم الميليشيات و غياب كلي للدولة الليبية في تلك الفترة.
أحد مسؤولي الدولة في تلك الحقبة وصل به الدهاء السياسي لحد القول أنه عند تسليم البغدادي المحمودي كان في الجنوب في مكان يصعب فيه الوصول اليه الارهاب كان في عنفوانه في تلك الفترة و كانت أحداث هنشير التلة واحدة من أخطر العمليات الارهابية منذ جلاء أخر جندي فرنسي بالبلاد.
غياب التناغم بين السلط أقحم المؤسسة العسكرية أيضا في الحسابات السياسية فبعد تلك الأحداث بأسبوع استقال الجنرال الحامدي لأسباب قالت الرئاسة وقتها أنها تعلمها لكن لا تريد ذكرها.
اذن منذ انتفاضة 2011 لا شكر موصول الا للمؤسسة العسكرية و لعقيدة الجيش التونسي.
اليوم و منذ اتهام الشاهد في حوار تلفزي في ماي 2018 على أن حافظ قايد السبسي نجل الرئيس دمر حزب نداء تونس و من ثمة استقالة العزابي من مهام الديوان الرئاسي و بعدها بعث فكرة مشروع “تحيا تونس” من ناحية و تصريحات الباجي قايد السبسي للعرب اللندنية من ناحية أخرى بأن النهضة فهمت طموح الشاهد و تعاملت معه بذكاء كلها مؤشرات تترجم حجم الخلاف بين مؤسستي الحكم و الان هل من متحدث عن غياب التناغم بين مؤسسات الحكم التاريخية.