هلّل أنصار حركة النهضة للمكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس قيس سعيد مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج و ذهبت صحيفة “الرأي العام” القريبة من حركة النهضة إلى حد القول بأن سعيد أعتذر للسراج عن تصريحات وزير الدفاع عماد الحزقي في برنامج “مع سماح” عندما وصف القوات التي تقاتل مع حكومة السراج المدعومة من تركيا و قطر بأنها ميليشيات تقاتل مع مرتزقة مما أعتبره أنصار النهضة على الشبكة الأجتماعية بأنه “أنحراف “عن الموقف الرسمي الداعم للشرعية الدولية حسب قولهم المتمثل في حكومة السراج المتحالفة مع التنظيم العالمي الأخوان المسلمين و تركيا و قطر.
لا نعلم بالضبط ما دار في المكالمة الهاتفية بين الرئيس قيس سعيد و رئيس حكومة الوفاق السراج لكن بيان رئاسة الجمهورية مساء أمس فيه إشارة إلى حديث وزير الدفاع على قناة حنبعل إذ جاء في البلاغ “مؤكدا أن تونس تتمسك و ستبقى متمسكة بالشرعية، فالقانون هو المرجع و هو الأساس.
و بيّن أن التصريحات التي قد تصدر غير متسقة مع هذا الموقف إما أنها قد تمت إساءة فهمها أو تم الترويج لها بهدف الإيحاء بتغير الموقف الرسمي التونسي.”
ما حدث يقودنا مرة أخرى إلى التنبيه لضعف الأداء الدبلوماسي التونسي بسبب الهواة و الطارئين على السياسة فتونس التي كانت معروفة في العالم بتقاليدها الديبلوماسية أصبحت تعيش وضعا غريبا في المستوى الديبلوماسي فقبل أن تفرض كورونا على كل العالم العزلة و التواصل الأفتراضي دخلت الدبلوماسية التونسية سباتا عميقا بسبب سوء التقدير فإلى حد الآن مازال الرئيس قيس سعيد لا يتعامل إلا مع طرف واحد في النزاع الليبي فمن يرفع شعار أن تونس تقف على مسافة واحدة من طرفي النزاع عليه أن يتعامل فعلا مع طرفي النزاع و هو ما لم نره إلى حد الآن بعد نصف سنة من دخوله قصر قرطاج إذ أنه لا يتعامل إلا مع حكومة الوفاق فقط دون غيرها و في هذا أنحياز واضح يحرم تونس من القيام بأي دور في الأزمة الليبية بما يؤهلها للحصول على أمتيازات في مشاريع الأعمار عندما تنتهي الأزمة كما أنه يعرض أمننا للخطر في حال تغير المعطيات على الأرض.
فمتى يفهم الرئيس أن ليبيا فهي حكومتان و من يريد الأستقرار لليبيا كما تقول بيانات رئاسة الجمهورية عليه أن يتعامل مع الحكومتين. أو يتحول إلى طرف في نزاع ليس لبلادنا أي مصلحة فيه. بل فيه مصالح التنظيم العالمي للأخوان المسلمين و الراعيين الأساسيين تركيا و قطر.