تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
-
الجنازة استفتاء جديد لنوعية المجتمع و اجماع على شخصية الزبيدي…
تسارعت الاحداث ينسق -سيحتد في الايام القليلة القادمة- و هذا النسق لم ينتظره احد و بكيفية قضت… و إلى الابد على احلام اطراف سياسية حاكمة حاليا لهثت وراء… شغور مؤقت يضمن الحكم. الا ان الاقدار و ربما العدالة الالاهية ارادت عكس ذلك تماما رغم محاولاتهم القاتلة و إلى اخر اللحظات…!!؟؟
…دفن الرئيس الراحل قايد السبسي في جنازة وطنية رهيبة تمثل بكل المقاييس نقطة تحول في الشارع التونسي لن تقف تبعاتها و ارتداداتها فمثلما شغل الباجي قايد السبسي الشارع في حياته بطريقته في الخطاب و حضور بديهته و مواقفه و حضوره الذهني رغم تقدٌم العمر شغل الناس بوفاته المفاجئة التي أربكت المشهد السياسي و خلطت أوراق الأئتلاف الحاكم و خاصة حزبي تحيا تونس و حركة النهضة فبعد أن أعتقدا أنهما بلا منافس في السباق الرئاسي و التشريعي خاصة بعد التعديلات -لم يوقعها الرئيس الراحل- أظهرت الجنازة الوطنية للرئيس معطيات جديدة ابرزها دور المؤسسات و تحديدا العسكرية و الامنية مقابل خيانات العديد من السياسيين الذين -صنعهم- lلمرحوم السبسي لكنهم خانوه خلافا لعدد من الشخصيات التي حافظت على وفاتها كما هو الشأن بالنسبة لعبد الكريم الزبيدي الذي بدا في الصورة الأخيرة التي جمعته بالرئيس و هي الوحيدة كمن يتلقى وصية ليكون أستمرارا لنفس مسار الباجي قايد السبسي و مسار الزعيم بورقيبة خاصة أن الزبيدي معروف بتعصبه للحبيب بورقيبة.
استفتاء شعبي
يمكن القول ان الجنازة الوطنية كانت استفتاء جديدا للتونسيين لفائدة نمط مجتمعي حداثي يقطع مع السواد و الظلام و الرجعية و لعل صورة أرملة الرئيس الراحل و هي ترتدي ذاك الفستان الأبيض… لا الاسود تغني عن كل تعليق…!!؟؟
و بالتزامن مع الجنازة التاريخية أنتشرت عبر شبكة الفايس بوك -أصبحت تصنع الرأي العام- دعوات بل صفحات تدعو لترشيح الزبيدي لرئاسة الجمهورية بما بدا و كأنٌه استفتاء شعبي آخر غاب فيه يوسف الشٌاهد رئيس الحكومة، ففي لحظات الحزن الجماعي للشعوب تتحوٌل مثل هذه الدعوات و كأنها استفتاء شعبي.
و قد سبقت هذا الأستفتاء أستطلاعات رأي كشفت ثقة كبيرة في المؤسسة العسكرية و تراجع نسب الرضاء عن الأحزاب و عن السياسيين بما فيهم يوسف الشٌاهد.
و يواجه الثنائي حركة النهضة و تحيا تونس و خاصة كتلتهما البرلمانية تداعيات الخميس الأسود و محاولتهما أعلان الشغور المؤقت و تكليف رئيس الحكومة برئاسة الدولة مؤقتا كما بادر كما تشير الكواليس بعض أعضاء الكتلتين الى أعداد ملف طبي و طالب علنا بعض أعضاء كتلة تحيا تونس بعزل الرئيس لعجزه عن إدارة الدولة و خرق الدستور بعدم أمضائه عن التعديلات المراد منها تنظيم انتخابات على المقاس !
لكن وفاة الرئيس وضعت حدا لهذا المشروع و خسرت بذلك حركة النهضة و حركة تحيا تونس “الشغور المؤقت” الذين استماتوا لفرضه بكل الطرق و الوسائل.
تعددت الخسائر بعد الرحيل المفاجيء للرئيس قايد السبسي : خسروا التعديلات و خسروا فرض انتخابات تشريعية تسبق الرئاسية مقابل بروز أسم يحظى بإلتفاف شعبي و مساندة تلقائية لن ينافسها أحد لو ترشح.
تونس بلد المفاجآت
في حوالي 48 ساعة تغير المشهد السياسي في تونس من حيث لم ينتظره أحد، فقد أجرى الشعب التونسي أستفتاءا على شعبية الباجي و يوسف الشٌاهد و عبد الكريم الزبيدي و أنتصر الشارع التونسي للباجي الذي ودعه الألاف بالدموع و الدعاء و إحساس حاد باليتم.
و ستبقى محاولة حزبي النهضة و تحيا تونس من خلال كتلتهما البرلمانية عزل الرئيس و أعلان الشغور المؤقت إرثا ثقيلا يعكس الغدر و الخيانة !
و ذلك قدر تونس دائما المفاجأة هي التي تصنع الرؤساء !