تونس – اونيفار نيوز يحيل تردي الواقع إلى الماضي و إلى شخصياته و هو ما يتجلى خاصة في استحضار جوانب من سيرة و أفكار الزعيم الحبيب بورقيبة .هذا الاستحضار جعل البعض يعتقد أنه قد وقع استنفاذ كل ما يتصل بأول رئيس للجمهورية من مواضيع و قضايا.
هذا الإعتقاد لم يصمد أمام الكتاب الذي صدر منذ أيام عن دار سيراس للنشر و ألّفه الأستاذ عبد العزيز قاسم تحت عنوان رئيسي و هو ” بورقيبة المستمع الأكبر ” مشفوعا بعنوان فرعي هو ” مع الزعيم بين أذن الرضى و أذن السخط “.
الجمالية و حسن الاختيار لا يقفان عند إختيار العنوان و الغلاف بل أن المراهنة على الجودة تتجلى في اللغة التي استعملها عبد العزيز قاسم و التي تدل على تمكن و تجعل القاريء منخرطا في القراءة بما يشبه الارتباط الذي يجعل من الصعب الانقطاع عن القراءة.
” بورقيبة المستمع الأكبر ” يجبرك على أن تقرأه دفعة واحدة و يجعل من عملية تقديمه أمرا صعبا . معلومات مهمة ، أغلبها يكشف لأول مرة، تكشف جوانب من البعد الاتصالي في شخصية الحبيب بورقيبة الذي يبدو اتصاليا بالفطرة ان صح القول.
معطيات عن إدارة الدولة البورقيبية لملف الإعلام و خاصة عن صراع الأجنحة في نهايات الحكم البورقيبي. وقائع تحولت إلى أداة للإيقاع بالخصوم السياسيين . عبد العزيز قاسم رسم ، بمعطيات متنوعة، لوحة متكاملة لعلاقة الشغف التي ربطت الحبيب بورقيبة في عشرية حكمه الأخيرة بوسائل الإعلام و خاصة بالإذاعة و أيضا التلفزيون. كتاب عبد العزيز قاسم يوفر معطيات لكل المعنيين بالإعلام و الاتصال و الشأن السياسي.