-
شغلت خطة “خبيرة قانونية”… ومستشارة للمجموعة الأوروبية في ليبيا…!!!
-
صاحب شعار “الشعب يريد”… تَبَنَّى قاعدة “الرئيس يريد”…!!!!
-
نشطت في حركة نداء تونس التي يعتبرها سعيد “الثورة المضادة”
-
تملك قدرة كبيرة على العمل لإعادة السلطة والقرار إلى قصر قرطاج
-
لعبت دورا كبيرا في اختيار الفخفاخ… والمشيشي على رأس الحكومة
أصبح قيس سعيد و نادية عكاشة ” الثنائي السياسي ” الأكثر إثارة للاهتمام لدى الرأي العام في تونس. فقد استطاعت زميلة رئيس الجمهورية زمن التدريس في كلية الحقوق أن تتحول إلى الرمز الأهم في عهدة قيس سعيد الرئاسية و أن تعطي من خلال ذلك إشارات بأن صاحب شعار ” الشعب يريد ” في السباق الإنتخابي تبنى بعد دخوله قصر قرطاج قاعدة ” الرئيس يريد ” التي جعلته يخطط في صمت للمساهمة في مزيد إرباك المنظومة السياسية القائمة التي لم يتقبلها يوما من أجل تعويضها بنظام ضبابي الملامح لكنه يجد صدى لدى جانب من الرأي العام.
فهل كانت تتوقع لحظة ابنة المصعد الإجتماعي أن تنتهي بها معاناتها اليومية بين الزهراء و جامعة تونس 2 غدوا أو رواحا على متن كل من قطار الضاحية الجنوبية والحافلة إلى هذه المكانة… وهذا الدور…!!!؟؟
فقد بدت نادية عكاشة في بداية عهدة قيس سعيد الرئاسية مسقطة على الفريق المضيق الذي أحاط بالرئيس إذ لم تلعب دورا في حملته الانتخابية بل نشطت قبل سنوات في حركة نداء تونس التي يعتبرها قيس سعيد التجسيد السياسي للثورة المضادة.
ولكن سرعان ما أخذت نادية عكاشة تمسك بخيوط لعبة قصر قرطاج و كواليسه التي لم تغب عنها من زمن الحبيب بورقيبة المؤامرات و الدسائس التي تلازم عبر العصور مراكز إتخاذ القرار.
و إذا كان القصر ” صامتا ” في عهد قيس سعيد و يصعب أن تتسرب كل أسراره فإن انسحاب عدد من المقربين من رئيس الجمهورية من محيطه و تزامن ذلك مع تنامي نفوذ نادية عكاشة يعطي إشارة على أنها ” ساهمت ” بشكل أو بآخر في إعادة هيكلة الديوان الرئاسي خاصة و أنها تمتلك قدرة لافتة على العمل دون ملل و تحسين توظيف علاقاتها و جهودها في خدمة الهدف الأساسي لقيس سعيد و هو إعادة السلطة و القرار إلى قصر قرطاج.
لم تبحث نادية عكاشة عن المفردات كثيرا و هي تهاجم خلال مناقشة ميزانية الدولة البرلمانيين في عقر دارهم بما أعطى إشارة عن توجهات قيس سعيد و لعبت دورا كبيرا في إختيار إلياس الفخفاخ ثم هشام المشيشي على رأس الحكومة و نسجت علاقات في عدة دوائر توظفها لدعم قيس سعيد علاوة على أن عدة أوساط أشارت إلى أنها ساهمت بشكل كبير سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي في الإعداد لمنعرج 25 جويلية الفارط.
وأما عن علاقاتها الوثيقة بمراكز القرار و التأثير الأوروبي… وتحديدا الفرنسي… فحدث و لا حرج… فهي غير خافية بالنظر إلى تعاقدها السابق مع الإتحاد الأوروبي ك”خبيرة قانونية”… و ك”مستشارة قانونية” لبعثته في ليبيا.
وبالتالي فإن حمايتها للمصالح الفرنسية والغربية جعل البعض يعتبرها سفيرة أوروبا داخل للقصر الرئاسي.
و بقدر ما يبدو قيس سعيد ” مرتاحا” لوجود نادية عكاشة و لما تقوم به من “أدوار ” و ما تنجزه من ” مهام ” بقدر ما أصبح تنامي نفوذها محل إهتمام و ” انتقاد” متزايد و هو انتقاد يتغذى من صمت نادية عكاشة و أيضا من موروث يغذي المخيال الجماعي حول دور المستشارين و ” نساء القصر” في تاريخ تونس الحديث.
… هل هي “نائب الرئيس”…!!؟؟
ذلك ان نادية عكاشة التي تبدو في نظر الكثيرين أقرب إلى نائب رئيس الجمهورية لا تدلي بحوارات صحفية و لا تشارك في برامج حوارية و حتى الصورة التي تقدمها للرأي العام فإنها نمطية و لا تتغير و تهيمن عليها صرامة تجعل صاحبتها ” إمرأة حديدية ” و يضاف إلى هذا العامل ” المنفر ” ما ارتبط به الدور الفاعل لنساء كوسيلة بن عمار و سعيدة ساسي و ليلى الطرابلسي في كواليس قصر قرطاج من تداعيات سلبية على الدولة و المجتمع و إن كان الفارق في المستوى التعليمي بين ” نساء قصر قرطاج ” زمن الجمهورية الأولى و نادية عكاشة واضحا و لكن البعض يشير إلى ” حقيبة اليد الفاخرة” و قضية رسالة الدكتوراة و متاعب الأخ ليشير إلى ان نادية عكاشة قد تكون نسخة محينة من النساء اللواتي دفعهن البحث عن الجاه و المال و النفوذ إلى المساهمة في إنهاء حكم الحبيب بورقيبة و زين العابدين بن علي خاصة و أن تصرف نادية عكاشة الإداري لا يختلف عن سلوك رؤساء الديوان و المستشارين زمن بورقيبة و بن علي إذ أرادوا ” وضع اليد ” على كل دواليب الدولة و ” الإحاطة برئيس الدولة ” بطريقة تجعله لا يرى و لو إلى حين إلا ما يرون تقريبا و تجعل من اقالتهم و تحميلهم مسؤولية الإخفاق و الأخطاء أول خطوة يقوم بها كل رئيس بعد أن يتفطن إلى ان الأوضاع قد هربت عن سيطرته…
فهل ستكون نادية عكاشة الرقم الذي يصعب الغاؤه في مشروع قيس سعيد أم ممتصة لصدمات مرحلة لا تخلو من صدامات صاخبة و صامتة.
مراد بن سليمان