-
اتحاد الشغل مطالب بثورة داخلية تخلصه من اعباء الإيديولوجيات
لا يرغب محمد علي بوغديري في الظهور المكثف في وسائل الإعلام في سياق أصبح البعض يتوهم ان ” التهافت ” على الإذاعات و التلفزات هو علامة النجاح و شرط تطويره و رغم ان محمد علي بوغديري يترك في كل مناسبة يظهر فيها انطباعات جيدة.
محمد علي بوغديري يؤمن أكثر بالعمل الميداني و الفعلي و بضرورة تنظيم الوقت و هو ما جعله ينجح في نيل شهادة الدكتوراه في الوقت الذي كان يتولى فيه الإشراف صلب الاتحاد العام التونسي للشغل على جهة بن عروس التي تعتبر واحدة من أكبر و أهم و أعقد الجهات في خارطة العمل النقابي منذ عقود و توفق البوغديري في هذا الإشراف و هو ما جعله ينال عضوية المكتب التنفيذي الوطني.
و لم يلتحق البوغديري بالمكتب التنفيذي الوطني من خلال الإنتماء إلى ” قبيلة” جهوية أو أيديولوجية أو سياسية من تلك التي تحدد منذ عقود توجهات العمل النقابي و توجهاته بل لأنه حصد ثمار التزامه على امتداد مسيرته بالأسس التي انبنى عليها العمل النقابي و هي الدفاع بحجة المنطق عن العمال و حقوقهم.
هذا التمشي جعله لا يتوانى ، و هو المتحرر من كل ضغط يمكن ان يستهدفه، عن رفض تنقيح الفصل عشرين للنظام الداخلي رغم أنه ينحدر كنورالدين الطبوبي من جهة باجة و مكنه من تجنب منطق شيطنة القطاع الخاص رغم أنه يفاوض – بوصفه المسؤول عن القطاع الخاص صلب المكتب التنفيذي – بشراسة و لكن اسنتادا إلى الأرقام و المعطيات الموضوعية.
محمد علي بوغديري الذي يعبر عن انبثاق جيل جديد من القيادات النقابية التي لا ترغب في البقاء في أسوار الإنتماء الجهوي و لا تغريها القوالب الايديولوجية و لكنها تتمسك بالقيم النقابية ولعل هذا الملمح هو الذي يجعل عددا كبيرا من النقابيين يعتبرونه تجسيدا لارهاصات ظهور جيل جديد من القيادات النقابية التي تؤمن بالعمل و بأن الاتحاد العام التونسي للشغل مدعو أيضا للقيام بثورته الداخلية حتى يتخلص من أعباء الايديولوجيات التي ولى زمنها و الاعتبارات الجهوية التي تضرب أسس العمل النقابي و تحاصر منطق الجدارة و الكفاءة.
مراد بن سليمان