أونيفار نيوز – ثقافة نورالدين بالطيب بعد معاناة مع مرض القصور الكلوي توقّف مساء أمس الأحد قلب الفنان بلقاسم بوقنة بعد رحلة فنية تواصلت خلال حوالي ثلاثين عاما قدّم خلالها نمطا جديدا من الغناء والإيقاعات التي أستلهمها من البيئة الصحراوية التي عاش فيها .
ظهر بلقاسم بوقنة -مهنته الأصلية معلم -في منتصف التسعينات بأسطوانة حملت عنوان ” يا سمح الصفة ” وهي في الأصل قصيدة تداولتها أجيال قبله من حفظة الشعر لشاعر من منطقة بازمة من ولاية قبلي لكن القصيدة بصوت بوقنة تحوّلت إلى نشيد للحنين والشوق للمكان خاصة للمهاجرين الذين عشقوا بوقنة .
وتتالت أعمال بوقنة فغنى لكبار الشعراء الشعبيين مثل البرغوثي وبوخف وانبيخة وبن عمران وغيرهم ومن الأحياء بلقاسم عبد اللطيف ومحمد الخامس بلطيف والبشير قريرة ورضا عبد
اللطيف وبعضهم كان مجهولا قبل أن يشدو بكلماته بلقاسم بوقنة .
ورغم شهرته الواسعة كان بوقنة متمسكا بقريته التي رفض مغادرتها وحتى حين يقدّم عرضا خارج ولاية قبلي يحرص على العودة مباشرة كما رفض التخلي عن التعليم وكان يحرص على عدم الغياب عن تلاميذه لأي سبب معتزا بأنه معلم كما كان يرفض صفة ” فنان ” وكان يرفض عروض المطربين والمطربات لأداء أغانيه بأستثناء أمينة فاخت التي غنّت له دون أستشارته !
توقّف صوت الصحراء الشجّي بعد مسيرة خاصة عنوانها الأبرز كيف تنجح دون أن تغادر بيئتك بعيدا عن الأعلام – كان زاهدا في الشهرة -وبغيابه بعد عشر أسطوانات ستفتقد الصحراء صوتها !