اونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب أيام قليلة فقط تفصلنا عن أيام قرطاج المسرحية التي ستكون فيها مراكز الفنون الدرامية والركحية الغائب البارز فيها بسبب غياب الانتاج !
فمراكز الفنون الدرامية والركحية التي أحدثت في عهد بن علي سنة 1993 في الكاف وقفصة وفرقة مسرح العرائس ثم صفاقس في 1996 ثم مدنين في 2010 و القيروان في 2012 قبل ان يتم تعميمها في 2018 بمبادرة من محمد زين العابدين في كل الولايات مع أحداث مركزين في قرقنة وجربة تعاني تبعات غياب قانون أساسي ينظم عملها وقد تعددت المبادرات في هذا الاتجاه آخرها مشروع قدمته وزارة الثقافة وأسقطه مجلس نواب الشعب العام الماضي .
هذه الحالة تسببت في موت سريري لمراكز الفنون الدرامية التي كان بعضها على الاقل يساهم مساهمة فعالة في تنشيط الحركة الثقافية وليس المسرحية فقط واليوم نجد حتى المراكز التي كانت ناشطة سابقا مثل مدنين وتطاوين وتوزر والمهدية وصفاقس وسليانة والكاف تعاني من صعوبات عطلت نشاطها بل ان بعض المراكز بلا مديرين إلى حد الان مثل قابس والكاف والقيروان .
ووسط هذا الحالة من الشلل تحاول بعض المراكز القيام بأنشطة مثل المهدية بالتعاون مع المسرح الوطني وسليانة وصفاقس وجربة في حين عجز مركز مدنين عن تنظيم اعرق مهرجانات المسرح في تونس بعد ايام قرطاج المسرحية مهرجان مسرح التجريب .
فهذه المراكز تحتاج إلى لفتة ليس من وزارة الثقافة فقط بل من رئاسة الحكومة بإيجاد صيغة قانونية نهائية لها مثلا دمجها في المسرح الوطني وهي التجربة المعتمدة في بعض البلدان العربية أو أعادة النظر في بعض المراكز التي لم تقدم اي إضافة للمشهد الثقافي .
اما أستمرار هذه الحالة فأقل ما يقال فيه انه شكل من أشكال العبث الذي لم يعد ممكنا أستمراره .
والغريب في كل ما يحدث صمت المسرحيين والجمعيات التي تدعي الحديث بأسمهم .!
فالفكرة الأساسية او المشروع الذي وضعه الدكتور محمود الماجري زمن توليه إدارة المسرح أول التسعينات لتطوير تجربة الفرق الجهوية التي كان منصف السويسي رحمه الله وراء تعميمها لم يتم تنفيذه كما أراد له الماجري وقد بقي في نقطة البداية دون قانون أساسي الذي الغيت بسببه الفرق الجهوية لتبقى السياسة الثقافية في مرحلة المؤقت الذي يدوم للأسف .