-
مساندة من أعداء الأمس… و هجمة من نيران صديقة طبعت مع النهضة…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
قد تختلف معها… و قد تساندها… و قد تمثل للبعض العدو اللدود. و لكن لا يمكن البتة الإقرار بأن عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر لم تراكم منذ أنتخابها رئيسة للحزب في مؤتمر باب سويقة في أوت 2016 المزيد من النجاح في مراكمة شعبية جعلتها في الصفوف الأولى ليس في الوسط الدستوري ففط بل في المشهد السياسي بشكل عام وقد نجحت في أبعاد “الحرس القديم” من رموز النظام السابق مثل عبد الرحيم الزواري و كمال مرجان و عبداللطيف الزدام و كمال الحاج ساسي و عبد الله القلال و غيرهم و نجحت في أصدر التيار الدستوري فحتى الذين لم ينخرطوا في حزبها و لم يساندوها في الأنتخابات الماضية يقرون بأنها نجحت في الدفاع عن ثوابت الحركة الدستورية و أساسها السيادة الوطنية و مشروع التحديث بكل أسسه التعليم المرأة الصحة.
المرتبة الخامسة في الرئاسية….
نجاح موسي تمثل في حصولها على المرتبة الخامسة في الأنتخابات الرئاسية قبل عتاة اليساريين الذين تصدروا المشهد قبل و بعد رحيل نظام بن علي مثل حمة الهمامي و منجي الرحوي في حين كانت عبير مغضوبا عليها و مطاردة من القضاء و من الثورجيين الذين كانوا يفسدون عليها الأجتماعات لكن أصرار عبير موسي مكنها اليوم من وضع الجميع أمام الأمر الواقع بفرض عملية فرز جديدة بين الذين يساندون حركة النهضة و يعتبرونها جزء من المشهد لابد من التعاطي معه و بين الذين يرفضون التحالف معها و يعتبرونها مممثلة للأسلام السياسي لابد من مقاومتها.
هذه المعادلة كان يأمل التونسيون أو الأقل الذين يرفضون الأسلام السياسي أن تتحقق في أنتخابات 2014 عندما أنتخبوا حزب نداء تونس ورئيسه الباجي قايد السبسي لكن الذي حدث أن “الخطان المتوازيان اللذين لا يلتقيان” إلتقيا و كانت صدمة كبيرة للذين أنتخبوا نداء تونس إذ تحالف الحزب الذي طرح مشروع إعادة تونس للتونسيين مع حركة النهضة و هؤلاء جميعا اليوم يأملون أن تواصل عبير موسي في حشد الأنصار و التعبئة لبناء خط وطني يكون ا متدادا للحركة الوطنية في ظرف تاريخي دقيق تمر به البلاد. و في الوقت الذي تجد فيه عبير موسي مساندة حتى من أعداء الأمس من اليساريين خاصة تواجه نيرانا صديقة من الكثير من التجمعيين الذين طبعوا مع الأسلام السياسي و مع حركة النهضة عدو الأمس مثل محمد الغرياني و كمال مرجان و غيرهم و ستستفيد عبير موسي من وجودها في مجلس نواب الشعب و ستفرض المعادلة الجديدة بين الأسلام السياسي و الخط الوطني و الثابت أن الأنتخابات القادمة سيكون فيها الحزب الدستوري الحر رقما صعبا و ستلقى منافسة ليس من حركة النهضة فقط بل حتى من المحسوبين على الحركة الدستورية الذين أختطفت منهم عبير موسي الأضواء و المواقع.
تقييم علمي…
و بالرغم من كل هذه الجوانب الأيجابية يتحتم على عبير موسي القيام بتقييم موضوعي و علمي بهدف التجميع و بناء حزب على اسس صحيحة و ميدانية تعزز ما حققته الى حد الان و تقطع مع الجوانب السياسية التي ترافق كل عمل حزبي.