“بخصوص وزارة الشؤون الثقافية… رجائي إلى السيد رئيس الحكومة
أنا أحد عمداء وزارة الشؤون الثقافية، سنا وتجربة، توليت فيها مسؤوليات متعددة برتبتي مدير فمدير عام: دور الشعب والثقافة، المركز الثقافي الدولي بالحمامات، المطالعة العمومية، دار الكتب الوطنية، العلاقات الخارجية والتعاون الدولي ومهام ظرفية أخرى تضاف إليها الإدارة العامة للإذاعة والتلفزة وقد كانت في عهدي ذات بعد ثقافي جماهيري بامتياز.
بهذه الاعتبارات أسمح لنفسي بأن أكتب إليك راجيا أن تحظى ملاحظاتي بانتباهك.
لقد كان تعيين السيد وليد الزيدي على رأس القطاع الثقافي خطأ فادحا نبّهتُ إليه في أكثر من مقال منذ الإعلان عن تشكيل الحكومة. وأنا أعلم جيدا أنه ليس من اختيارك. وكان الأمر بيّنا منذ اللحظات الأولى فلقد كتب على صفحته الفيس بوكية أنه “يتعفف” عن المنصب وأشهد الله على ذلك. وكان أولى به أن يتصل بك في حسن أدب ليعتذر عن القبول. وقررتَ تعويضه فنزل السيد رئيس الجمهورية بكامل ثقله لإبقائه باعتباره طه حسين تونس. وما كل كفيف بهومير ولا بالمعري ولا بصاحب الأيام. وكنت أتمنى أن تستمر السيدة شيراز العتيري على رأس الوزارة حتى تتمكن من تنفيذ برنامجها الطموح.
كنت أتوقع من السيد الزيدي مثل هذا التنطع غير المسؤول ولكن ليس بهذه السرعة. أما اليوم وقد أخذت قرارك فإني أترجاك أن تستشير أهل الذكر قبل اختيار أية شخصية أخرى لتسيير وزارة من أخطر الوزارات وأصعبها.
هذه الشخصية يجب أن تكون مقنعة من حيث كفاءتها ومعرفتها بدواليب القطاع وعلى إدراك عميق لأبعاد العمل الثقافي في تركيز الدمقراطية الحقيقية والرفع من منزلة تونس في الداخل والخارج وعلى جانب كبير من الحكمة والصبر في معالجة المشاكل المزمنة وعلى التعامل اللبق مع الفنانين والمبدعين. وفي الجملة فإن الرجل المناسب (أعني الجنسين) لهذه المسؤولية الثقيلة لا يكفي أن يكون متبحرا في العلوم بل أن يكون قادرا على الإبحار بسفينة تآكلها الإهمال منذ عشر سنوات…
مع فائق التقدير.
عبد العزيز قاسم”