الاكيد أن العالم يتنفس حقدا و كراهية بعد العملية الغادرة في نيوزيلندا التي استهدفت مسجدي مدينة “كرايست تشيريش” شرقي البلاد و التي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا مرجح للارتفاع.
هذه العملية لها أبعاد اكبر من مجرد حادثة عابرة او معزولة بل نحن أمام ارهاب مصطنع باسم الدين و ارهاب جيني ولد مع أجيال الشوفينية العمياء و بلغة المضادات نحن أمام معضلتين الإرهاب و الإرهاب المضاد فلكل فعل ردة فعل و كلاهما في نفس خندق التوحش.
الاكيد و أننا اليوم أمام معضلة خطيرة جدا لن تكفي فيها “الشطحات الفلكلورية” “كلنا نيوزلندا” و ان بدت اليوم الأحزاب أكثر تعقلا و رصانة ربما هي الخبرة في التعامل مع الإرهاب او ربما روابط المصلحة غير ملحة حتى يهرول الجميع و يقدم ما تيسر من عبارات الحزن مبطنة بالولاء و الطاعة كما فعلوا مع فرنسا اثر حادثة “تشارل ابدو” حيث تجمعوا و تكدسوا بقرب منزل السفير الفرنسي بالمرسى حتى اضطر لطردهم.
ربما التساؤل الذي يفرض نفسه هل سيقدر المسؤولون و السياسيون الذين لا يخافون إلا من الله أن ينعتوا القاتل بالإرهابي و المتطرف أم الميولات الأوروبية و الدم الاوروبي الذي يسري في عروقه ستقف حاجزا أمام ذلك مبدئيا وسائل الإعلام العربية و القنوات الناطقة باسم الإسلام السياسي اطلقت على الإرهابي المتطرف اسم “يميني سفاح “و اطلقت على مغدوري الحادثة الارهابية “ضحايا”.
ما يلفت الانتباه أن “شر برينتون تارانت” منفذ عملية الهجوم على مسجدي مدينة كرايست تشيريش شرقي البلاد استرالي الجنسية عمره 28 عاما لاقدامه على الجريمة نشربيانا مطولا شرح فيه أهداف و خلفيات هجومه و اقر انه اقدم على الجريمة بدافع الإرهاب و اعتبر أن تدافق المهاجرين على الدول الغربية يشكل اخطر تهديد لمجتمعاتها و يرقى إلى ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية للبيض” و أن وقف الهجرة و إبعاد “الغزاة” المتواجدين على أراضيها ليس “مسألة رفاهية لشعوب هذه الدول، بل هو قضية بقاء و مصير”.
و بين أن أهداف الهجوم هو اقناع الغزاة أن الدول الاوروبية لن تصبح لهم أبدا و أضاف أن الغاية من الهجوم هي انتقام لملايين اوروبين الذين قتلهم الغزاة الاجانب عبر التاريخ و الاف الاوروبيين الذين قضوا نحبهم في عمليات إرهابية على الأراضي الأوروبية و قال أن اهداف العملية، حسب تارانت، هي تقليص الهجرة بترهيب “الغزاة” و ترحيلهم و إثارة رد فعل عنيف من “أعداء شعبي” كي يتعرضوا لمزيد من العنف في نهاية الأمروبين انه سعى لدق إسفين بين أعضاء حلف الناتو الأوروبيين و تركيا، بهدف “إعادتها إلى مكانتها الطبيعية كقوة غريبة و معادية.
و حول اختيار نيوزيلندا موقعا لتنفيذ الهجوم، كتب تارانت أنه جاء للفت الأنظار إلى “حقيقة الاعتداء على حضارتهم”، التي ليست في مأمن من خطر المهاجرين حتى في “أبعد بقعة منها”.
و أكد تارانت أنه لا يشعر بالندم و “يتمنى فقط أن يستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة و الخونة أيضا” و أنه “ليس هناك من بريء بين المستهدفين لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته”.
و ذكر تارانت أنه يدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “كرمز للهوية البيضاء المتجددة و الهدف المشترك” و ليس بصفته السياسة.
الاكيد أن رائحة السواد التي تنبع من اسطر رسالة القاتل “الداعشي الابيض” تكشف بوضوح عن موقف الآخر منا الآخر الاقوى الاوروبي مقارنة بانا ضعيفة تضم سقط المتاع من سياسيين و مسؤولين و اغلبية صامتة تبيع و تسمسر على ظهر الجائعين.
لكن نسي القاتل الذي نفذ جريمته بطريقة free fire اننا ضحايا لسرقاتهم لثرواتنا و مؤخرا كشفت النيران الصديقة بين فرنسا و ايطاليا حجم ما ينهب من تونس لكن “الله غالب” لا نسمع لا نرى لا نتكلم و ضحايا و لوكلائهم المسؤولين الذين يختاروهم بعناية فائقة في نطاق casting قذر ليضمنوا أكثر حظوظ لسرقة مضمونة انه يا سادتي الإرهاب الناعم الصامت ترى إثره دون أن ترى خيوطه التي تنسج في ما ورائيات السياسة داخل السفارات.
و نسي كذلك أن العنف الداعشي صنع في مخابر المخابرات الأوروبية و الامريكية الفاعلة الناطقة في هذا العالم و انساه ترفه المادي أننا في يوم من أيام التاريخ أوروبا العظيمة و هي في ظل عرش الكنيسة عاشت نفس وضعنا و حالنا البائس و اضطر الجنس الارقى أن يهاجر الينا بحثا عن الامان الاجتماعي.
فمتى الخلاص ؟ و العمائم الغبية تشدنا إلى الوراء ؟
هاجر و اسماء