-
ذابت شعبيته…. و لم يصدق أنه رئيس جمهورية…!!!
في مثل هذا اليوم من العام الماضي 2019تم أنتخاب الرئيس قيس سعيد بفارق عريض عن منافسه نبيل القروي وبعد عام من أنتخابه بعدد أصوات ناهز الثلاث ملايين تونسي يمكن أن نتسائل ماذا أنجز قيس سعيد في عامه الأول من عهدته الرئاسية.
حوالي عام منذ تنصيبه الفعلي رئيسا للبلاد في نوفمبر من العام الماضي مثلت عنوانا للفشل بأمتياز فقد بدأ الرئيس عهدته برفض الأقامة في قصر قرطاج وقضى أسابيع طويلة متنقلا بين المنيهلة وقرطاج وهو ما تسبب في متاعب كثيرة لأعوان الأمن الذين يؤمنون حمايته كما تسبب في تعطيل حركة المرور صباحا ومساءا وفي عام واحد غير أعضاء ديوانه ووزيري الدفاع والخارجية وهما من مشمولاته أكثر من مرة وتدخل في صلاحيات رئيس الحكومة هشام المشيشي الذي أختاره بنفسه وفرض عليه وزير الثقافة وفرض وزراء آخرين في تركيبة الحكومة الحالية وهو ما يتعارض مع الدستور الذي يفترض أن يكون الرئيس هو الضامن له.
فشل قيس سعيد في أدارة الخلافات السياسية ومازال بعد عام من أنتخابه يواصل حملته الأنتخابية وكأنه لا يصدق أنه أصبح رئيسا فخلال عام واحد برزت الخلافات بل العداء العلني مع رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي الذي سانده في الانتخابات الرئاسية على حساب مرشح الحركة مورو وأنتصب في كل اللقاءات معه كمعلم للقانون الدستوري كما لم يستقبل نبيل القروي رئيس الحزب الثاني في مجلس نواب الشعب فهو رئيس كل التونسيين ومطالب بالتقريب بين الفرقاء كما يواصل التحريض على وزراء النظام السابق ونعتهم بالفساد في الوقت الذي كان هو نفسه جزءا من منظومة بن علي ويكفي الدور الذي قام به في تنقيح الدستور سنة 2002.
سعيد برع أيضا في التحريض على مؤسسات الدولة في زيارته لمدينتي سيدي بوزيد والقصرين والتسويق لخطاب ثورجي يحرض الشباب على مؤسسات الدولة معلنا رفضه للدستور فالدستور الحقيقي هو ما كتبه الشباب على الجدران حسب قوله في سيدي بوزيد وواصل أطلاق الصواريخ في كل أتجاه دون أن يحدد لنا هوية الذين يعقدون الصفقات والمؤامرات في الغرف المظلمة الذين يتحدث عنهم دون أن يسميهم في كل ظهور أعلامي لهم.
لم يستقبل سعيد خلال عام أي شخصية تونسية لها رمزية لا في السياسة ولا في الثقافة ولا في الجامعات التونسية وأكتفى برئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحكومة والأمين العام لأتحاد الشغل وبعض الشخصيات في القضاء.
ولا يمكن أن ننسى اختياره الغامض والغريب للشخصية الأقدر وهو إلياس الفخفاخ الذي غادر القصبة مكرها بعد شبهة فساد من الوزن الثقيل فعامه الأول كان عاما للفشل والتناقضات والمواقف المتباينة ففي 13اوت زار عاملات فلاحيات في الشمال الغربي وتحدث معهن عن الاستحقاق الأقتصادي والاجتماعي لكنه حين عاد للقصر في قرطاج رفض مبدأ المساواة وهو مبدأ دستوري من شأنه أن يحرر آلاف النساء العاملات في القطاع الفلاحي في الأرياف من “العبودية”.
لقد كان العام الأول لقيس سعيد عاما من الفشل ونرجو أن يعيد النظر في الكثير من الجوانب والاختيارات لأن تونس تحتاج لرئيس يجمع ولا يفرق ويكفي من الشعارات الثورجية بعد عشر سنوات من ترويج الوهم.