ليس لأول مرة في تاريخ تونس الإجتماعي نعيش الازمات فمن عام الكوليرا عام 1850 و عام بوبرّاك الشهير عام 1867 وصولا الى “عام الشر” لكن لم يتسول اسلافنا “الكراذن” و “الاقفاف” من الدول الأخرى و لم تنحن الدولة التونسية كما انحنت تحت ظل حكم “الاخوان” فقد اهانوا المواطن التونسي الذي يرونه أساسا مجرد صوت انتخابي و اصبح استقبال الإعانات من تركيا و الكويت من نفحات حكمهم و ما خفي اعظم فقد جعلوا من تونس ارضا مستباحة.
الغريب و ان عنوان الثورة هو ثورة الكرامة التي داسها اشباه السياسيين و الخونة اليوم و قد رأى التونسي معهم ما لا عين رات او خطر على قلب بشر. فمن الغزوات الى الأوبئة الى حالة وفيات جماعية على غرار واقعة الرضع الى ارتهان السيادة الى فتح الباب على مصراعيه امام محاولات “العثمنة” تمهيدا لجعل تونس مجرد ايالة تابعة للاخواني اردوغان كاحدى لبنات مشروع صفقة الخلافة التي يحلمون بها فان عرفت بعض الأعوام بالشر و بوبراك فما عسى ان تؤرخ به أعوام ثورة الاحزان ؟
من المفارقات كذلك ان كل هذه المهانات تتم وسط تصريحات مستفزة لقيادات نهضاوية فصهر الغنوشي طلب من التونسيين الذين يتذمرون من غلاء المعيشة ان يسجدوا شكرا لله على حرية التعبير و هي ليست اول مرة فقد سبق للغنوشي ان قال احمدوا ربي “كي تحلو السبالة تلقاو الماء”.
و هي لازالت تتمادى في نطاق سياسة السحل المعنوي فقد رد حسين الجزيري على انتقادات التونسيين لموائد الافطار التركية بتونس بقوله “لولا اردوغان لمات الشعب التونسي من الجوع” معبرا عن امتنانه لوقفته التضامنية مع تونس التي تسير سيرا نحو الصوملة.
و تواصل جماعة الإسلام السياسي شتم صندوق 26 /26 على أساس وان التبرعات تتم رغما عن إرادة التونسيين.
و ان سلمنا جدلا ان هذه الإعانات بعضها كرها و بعضها طواعية فكان بن علي قبل رمضان يفرض مساهمة من مؤسسات خاصة و يسلبهم اموالهم لموائد رمضان في النهاية كانت جميعها اموالا تونسية وطنية ليست اعانات خارجية في ظاهرها جميلة و قد تكون حقيقتها رشاوى سنكتشفها تدريجيا.
أسماء و هاجر