تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
-
إنهاء دولة الإستقلال الحلقة الثانية من “الربيع العربي”
يطلق سيف الدين مخلوف محامي الإرهابيين وزعيم أئتلاف الكرامة حملة مسعورة على الزعيم الحبيب بورقيبة وعلى الأتحاد العام التونسي للشغل وقياداته وتتزامن هذه الحملة مع “أوركسترا” انصار الرئيس قيس سعيد الذين يستهدفون أي صوت يبدي نقد للرئيس الذي أصبحوا يصورونه و كأنه إلاها و ملائكة.
و في الحقيقة هذه الحملة ليست جديدة لكنها الحلقة الأخيرة في مشروع الإجهاز على دولة الأستقلال التي بدأت في 14جانفي و ما تلاه إذ تمت شيطنة الزعيم الحبيب بورقيبة و كل رموز دولة الأستقلال و تصوير سنوات حكم الدساترة الذين أنصفتهم الأرقام و المؤشرات الأقتصادية فيما بعد بأنها ستون عاما من الخراب و الإخفاق و تم أثناء حكم الترويكا الأعتداء أكثر من مرة على مقرات الأتحاد العام التونسي للشغل آخرها في 2 ديسمبر 2012 لكن صمود النقابيين و المؤازرة التي وجودها من المجتمع المدني و الأحزاب و المثقفين أثبتت لحركة النهضة أنذاك أنه لا يمكن تصفية الأتحاد.
بعد نتائج الأنتخابات التشريعية و الرئاسية التي مني فيها اليسار و العائلة الوسطية المساندين للحركة النقابية عاد مشروع الإجهاز على الأتحاد الشغل من جديد لكن هذه المرة المهمة موكولة لسيف الدين مخلوف و أنصاره و أغلبهم من قواعد حركة النهضة.
فنتائج الأنتخابات أحيت المشروع من جديد و يعتقد اليوم أنصار مخلوف و الإسلاميبن بشكل عام الذي جاءوا للحكم في إطار ما يعرف ب”الربيع العربي” لتنفيذ البرنامج الأستعماري الجديد و هو الحرب بالوكالة الذي أنطلق من العراق في 2003 عندما جاءت “المعارضة” العراقية لتحكم تحت وصاية المقيم العام بريمر بعد حل الدولة العراقية و الجيش العراقي.
فتونس اليوم تواجه موجة أعتى من الموجة الأولى والمطلوب هو تصفية الإتحاد العام التونسي للشغل بعد أن تم حل أعرق الأحزاب في العالم العربي الذي قاد الحركة الوطنية و حقق الإستقلال و لم يتركوا لمنخرطي الحزب و قياداته فرصة المراجعة أو الإصلاح من داخل الحزب فبجرة قلم تمت تصفية الحركة الدستورية و اليوم تتم شيطنة الحركة النقابية الضلع الثاني لدولة الأستقلال و ما يحدث على شبكة الفايس بوك وفي بعض الإذاعات و الفضائيات ليس صدفة أنها عملية مدروسة لإعداد الرأي العام لقبول فكرة تفكيك الأتحاد بأسم “الفساد” و أستغلال غضب المواطن من الأضرابات العشوائية التي نفذتها بعض النقابات دون الرجوع للقيادة المركزية.