اثارت النقطة الخامسة من بيان حركة النهضة و التي دعت من خلالها الكتل البرلمانية و الأحزاب إلى المسارعة بالاجتماع و التشاور من اجل معالجة تداعيات هذه الوضعية و إقتراح الترتيبات المناسبة للخروج منها… تساؤلات كبيرة حول مضامينها باعتبارها حمالة أوجه و مفخخة بالتهديد و الوعيد حسب شق هام من المطلعين على الشأن العام.
و في سياق متصل بتداعيات الازمة ارتاى شق كبير ان هناك سعي دؤوب لاقناع الشعب و العالم بوجود حالة شغور وقتي بتغذية إشاعة مرض رئيس الجمهورية و عجزه عن امضاء القانون الانتخابي في نسخته المعدلة و الاقصائية و هي فرضية نجد صداها لدى قياديي حزب “تحيا تونس” و على راسهم “الصحبي بن فرج” الذي اول عدم ختم القانون ان الرئيس معزول في قصر قرطاج ، عاجز عن الإمضاء و فاقد للسيطرة على قراره و هي نفس قراءة “هدى سليم” التي اعتبرته محجوزا و غير واعي او مغيب في قصر قرطاج و هي كلها تصب في خانة البحث عن أي سبيل لاعفاء رئيس الجمهورية من مهامه لتنفيذ ما عجز عنه الانقلابيين ذات خميس اسود و قد تكون هذه النقطة هي احد ترتيبات حزب النهضة الذي يتشاور حولها الشيخ و اتباعه خاصة في ظل ضعف قراءة جهاذبة حقوقييها من حبيب خذر و من نحا نحوه الذين اعتبروا ان التعديلات نافذة و لو دون ختم رئيس الدولة و هي سابقة في اللامنطق لم نعهدها في تونس.
ما يثير الجدل ان هيستيريا الدعوة الضمنية الى الانقلاب على شرعية مؤسسة رئاسة الجمهورية بحجة حماية الدولة و المؤسسات لم تنته حتى بعد مداخلة بن تيشةمستشار رئيس الجمهورية -الذي طمأن الشعب التونسي ان قائد السبسي سيخاطب الشعب الأيام القادمة و سيشرح أسباب عدم ختمه للقانون الاقصائي- حيث تغير التكتيك على صفحات الموالين لحزب تحيا تونس ليتم الترويج لوجود صفقة بين الباجي و القروي يمتنع فيها الأوّل عن الإمضاء و يضع الثاني “حافظ قائد السبسي” و “خليل قائد السبسي” على رأس قائمتين لتنهال الشتائم اللاذعة من صنف ملي كان خماس عندهم ولاو خماسة عندو” في إشارة “لنبيل القروي”.
غير بعيد عن هذه الهيستيريا تالقت ما يعرف باحزاب “النهضة bis” كالتيار الديمقراطي و مشتقاته اذ اعتبرت ان تصريحات حافظ قايد السبسي فيخصوص امضاء الباجي على التنقيحات تؤكد تواصل الخلط الواقعي بين مؤسستي الرئيس و الأب و الرئاسة و العائلة و مما يزيد من خطورة ذلك تقدم الرئيس في السن و مرضه مما يجعل ابناؤه الحاكمين الفعليين للبلاد و هي حالة تشبه وضع بوتفليقة مع فارق احتلال الاخوة دور الأبناء و النتيجة جزء اساسي من استبداد و فساد النظام العربي الرسمي هو العائلة.
و ان عدم امضاء السبسي يعني ان موقع الرئاسة اصبح شاغرا… و على التونسيين ان يرفضوا حكم عائلته لهم تعددت الفرضيات و التأويلات لكن الأكيد أن ظهور باجي قائد السبسي و خطابه للشعب في الأيام القليلة القادمة سيوضح العديد من النقاط الغامضة و من شانه يمحو الطريق على النهج الانقلابي الذي تخطط له النهضة و حلفاؤها.
هاجر و أسماء