تمكنت امس قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا و قطر من دخول مدينة ترهونة الاستراتيجية و ستكون سيطرة قوات الوفاق على مدينة ترهونة بداية جديدة للصراع في ليبيا الذي كان فيه الدور التركي حاسما فبعد ان كانت وحدات الجيش الليبي على مشارف الدخول لطرابلس بعد عام من الحصار استعادت المبادرة و فرضت سيطرتها على مدن استراتيجية وهي في طريق مفتوح في أتجاه سرت و بن غازي ما لم تتدخل دول اخرى لدعم الجيش الليبي و خاصة روسيا و مصر.
عدد من المحللين أعتبر أن ليبيا اصبحت عمليا مقاطعة تركية و هي بلد محتل و هذا لن يرضاه الليبيون الذين قاتلوا إيطاليا و اطردوا القواعد الأمريكية و لن يرضوا بعودة الاحتلال التركي إلى بلادهم وستبدا المقاومة الوطنية ضد تركيا وأعوانها من حكومة الوفاق و ميلشيات الأسلاميين بغض النظر عن الموقف من تركيا.
و ليس الليبيون وحدهم منزعجون من الاستعمار التركي لليبيا ففرنسا و إيطاليا عبرا عن رفضهما التواجد التركي على حدودهم البحرية كما أعلنت الولايات المتحدة رفضها لتواجد تركيا في ليبيا وربطته بالتواجد الروسي أيضا يضاف إلى ذلك المحور المصري الإماراتي السعودي و كل هذا قد يعقد الوضع بالنسبة لتركيا التي تعمل على أن تكون قوة في المتوسط في مواجهة الاتحاد الاوروبي خاصة.
فاردوغان قد يكون حقق نصرا مبدئيا لكنه لن يدوم وقد تنتهي الجبهات المفتوحة التي فتحها برحيله إذ لن تسمح الدول الكبرى بهيمنة تركية على المتوسط و في بلد شاسع المساحة مثل ليبيا و غني بالنفط و الغاز سيكون ثمن هذه المعركة غاليا بالنسبة لتركيا.