
- الجزائر تشعر أنها مستهدفة… و من مصلحتها التهدئة مع فرنسا….!!!!
تونس – اونيفار نيوز فاجأت المكالمة الھاتفية التي جمعت البارحة الرئيسين الفرنسي و الجزائري الرأي العام في البلدين و لكنھا لم تفاجيء المتابعين عن قرب لمسار العلاقات بين الجزائر و باريس خاصة بعد ” الدعوة الضمنية ” التي وجھھا منذ أيام الرئيس عبد المجيد تبون لنضيره الفرنسي بأن يمسك الملف بنفسھ و يسحبھ من أيادي بعض أعضاء الحكومة الفرنسية الذين يريدون استعمال التصعيد مع الجزائر كورقة لكسب شرائح من الرأي العام الفرنسي محسوبة على أقصى اليمين .
و ھذھ ” المناورة السياسية ” ليست غريبة عن الحياة السياسية الفرنسية لأن العلاقات الجزائرية- الفرنسية تظل منذ عقود شأنا يلقي بظلالھ على الحياة السياسية و الاجتماعية في فرنسا و في الجزائر.
الملفات و العلاقات بين البلدين متداخلة و متشابكة و حساسة و ھو ما يفسر تتالي ” الأزمات ” بين البلدين خاصة و أن تداعيات كل خطوة في إدارة العلاقات الجزائرية- الفرنسية تتجاوز حدود البلدين لتكون لھا تداعيات إقليمية في ظل حرص البلدين على لعب دور مؤثر في افريقيا و أوروبا.
و ھذا ما عكسه البيانان الصادران عن قصر الإليزيه و قصر المرادية بالرغم من سحب الرئاسة الجزائرية لذات البيان بعد ساعات من نشره ، و قد تعود اسباب السحب الى اعتبارات داخلية…؟؟!!
على ان اللافت للانتباه ان البيانان متطابقان تقريبا و ھو ما يمنحھما مصداقية و يؤكد خاصة أن المكالمة الھاتفية بين ماكرون و تبون كانت أشبھ باجتماع عن بعد لأنھا تناولت عديد النقاط و سمحت بوضع ما يمكن اعتباره خارطة طريق للعلاقات الثنائية في المستقبل .
يمكن القول أن قوس ما وصفته بعض الدوائر الفرنسية بعملية ” تصعيد متبادل و مدروس ” قد أغلق، و أن عملية الإغلاق من مصلحة الطرفين خاصة في ظل ما يميز سياسات دونالد ترامب من ميل لتھديد مصالح الجميع و من ” تبرم ” من سياسات ماكرون إلى جانب رغبته في إعادة النظر في دور أوروبا في السياسات الأمريكية.
تكفي الإشارة إلى تعليقه ، السريع ، على إدانة زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان للتأكد من ذلك ھذا دون أن ننسى أن النظام الجزائري يشعر منذ سنوات أنھ محل استھداف و من مصلحتھ التهدئة مع فرنسا التي تبقى ، في كل الحالات، لاعبا مھما في رقعة العلاقات الدولية .
طبعا ھناك اسئلة عديدة حول ” ما بعد ” المكالمة الھاتفية بين ماكرون و تبون.
و من أھم ھذه الاسئلة مدى قدرة التقارب بين الجزائر و باريس على الاستمرار و أيضا تداعياته المحتملة على الوضع في منطقة المغرب العربي و على العلاقات بين دوله خاصة و أن ملف الصحراء الغربية ھو من أھم ملفات التوتر في الاشھر الاخيرة بين فرنسا و الجزائر.