-
شعارات “الإنتقال الديمقراطي”… عوضت القيم الوطنية و قضت على السيادة…
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
دعا النائب الفرنسي من أصول تونسية إلى الكف عن أرسال السياح التونسيين إلى تونس لأن معاداة اليهود أصبحت توجها رسميا للدولة كما أتهم تونس بأصطفافها في نفس الخط الإيراني و معاداتها للسامية.
مواقف النائب الفرنسي جاءت ردا على دعوة الرئيس قيس سعيد إلى التحقيق في مشاركة لاعب تنس أسرائيلي في دورة رياضية أحتضنتها تونس و تنديد وزارة الخارجية بمشاركة أنس جابر في بطولة هلسنكي مع لاعبة أسرائيلية.
و ستكون مواقف النائب الفرنسي مقدمة لحملة ضد تونس كنا في غنى عنها فمثل هذه المواقف كان من المفروض أن لا تكون معلنة من الرئاسة و لا من الخارجية بل أن تتبناها جمعيات و منظمات غير رسمية فكل التظاهرات الرياضية اليوم الدولية تشارك فيها أسرائيل و ما دام الرئيس مصر على هذا التوجه لماذا لا تنسحب تونس رسميا من الأمم المتحدة مادام أسرائيل عضو قرار فيها و كيف يقوم الرئيس و وزارة الخارجية بهذه الخطوات في معاداة إسرائيل و يعترف في الوقت ذاته بحدود 67 التي تقوم عليها أسرائيل وبالتالي من يعترف ب67 لا يمكن أن يكون ضد التطبيع ويعتبره خيانة لان حدود 67التي تحدث عنها بيان وزارة الخارجية هي شهادة ميلاد الرسمية لأسرائيل و الأعتراف الأممي بها وهو ما رفضه الزعيم الراحل و القادة العرب أنذاك في قمة الخرطوم تحت الشعار الشهير لا صلح لا أعتراف لا تفاوض.
إن ما يقوم به الرئيس هو تواصل مع شعبوياته في الحملة الأنتخابية و ستقود هذه الشعبوية البلاد إلى مزيد من العزلة في وضع أقليمي ودولي خطير. فنحن نعيش زمن تمدد أسرائيل وقد كان الربيع العربي هو الأرضية التي ستضمن لأسرائيل التمدد فلها اليوم علاقات معلنة مع أكثر من بلد عربي آخرها السودان بعد أن تم تفكيك الجيوش أو أضعافها التي لعبت دورا كبيرا في حرب 73 مثل الجيش العراقي و السوري والليبي و اليمني و قد كان أسقاط الأنظمة الوطنية والأحزاب مثل البعث في العراق والوطني في مصر و التجمع في تونس و المؤتمر في اليمن جزء من خطة أكبر و هي التشكيك في القيم الوطنية منها السيادة لتعوضها شعارات الأنتقال الديمقراطي ومكافحة الفساد و هيئات الأنتخابات الخ…
و تولى الإسلاميون “المقاولة” من الولايات المتحدة الأمريكية العاملة لحساب أسرائيل و التي تقف وراء هذا الربيع المسموم الذي ينسى رئيسنا أنه أحب أم كره جزء من هذه المنظومة التي أتت به إلى الحكم دون أن يكون له أي تاريخ سياسي و لا نضالي لذلك نفهم أفتتانه بالشعارات التي ستدفع تونس ثمنها باهظا خاصة أن الأسلام السياسي الحاكم في تونس أصبح محاصرا عربيا و دوليا.