-
لن ينجح آفاق تونس في تجميع التونسيين ما لم يعلن مواقفه دون غموض من الإسلام السياسي
تونس/ “الوسط نيوز” – كتب مصطفى المشاط
انتخب حزب آفاق تونس فاضل عبدالكافي رئيسا جديدا للحزب خلفا لرئيسه المستقيل ياسين ابراهيم ليكون ثالث رئيس لهذا الحزب الذي نجح في عقد المؤتمر في موعده رغم فيروس كورونا وتداعياته الصحية وصول عبد الكافي لقيادة حزب آفاق تونس قد يكون منعرجا في تاريخ الحزب وربما في العائلة الوسطية المشتتة والتي كان يمكن أن تكون هي الكتلة الأولى في مجلس نواب الشعب لكن أنانية “زعمائها” وخيانة نداء تونس لناخبيه بعد أن انتخبه الشعب التونسي لقيادة البلاد فوتت على تونس فرصة تاريخية منذ 2014 لتجاوز الإسلام السياسي الذي عطّل مسيرة تونس نحو التقدم والتحديث.
فاضل عبد الكافي شخصية مالية واقتصادية مرموقة وهو ما تحتاجه تونس وكان مرشحا لرئاسة الحكومة وهو محل تقدير ولم تعرف عنه أي ملفات فساد او اثراء غير مشروع فضلا عن إنحداره من عائلة لها رمزيتها في تاريخ تونس فهو حفيد الشيخ الفاضل بن عاشور.
فاضل عبد الكافي أعلن في اول تصريح بعد إنتخابه أنه سيعمل على تجميع الوسط وقد يكون آفاق تونس هو الوجهة الجديدة لعديد الناشطين الذين يحلمون بتونس أخرى بعد عشر سنوات من العطالة السياسية تعمقت فيها أزمات البلاد.
فأغلب أحزاب ما يسمى بالوسط تلتقي في نفس الاختيارات الإقتصادية والثقافية والإجتماعية مع آفاق تونس وربما يقتنع زعماء هذه الأحزاب التي تلتقي جميعها في الصفر فاصل او ما دون الصفر في بناء حزب كبير يكون مؤهلا لقيادة البلاد بعد اربع سنوات أخرى في الموعد الانتخابي الذي يفترض أن تعمل من الان القوى السياسية على الإستعداد له ومنها حزب آفاق تونس.
ولكن لن ينجح حزب آفاق تونس في تجميع التونسيين ما لم يعلن مواقفه دون غموض من الإسلام السياسي فهناك مشروعان لا يلتقيان مشروع الإسلام السياسي ومشروع تونس التحديث والإصلاح واستمرار الدولة الوطنية كما بناها رواد الحركة الوطنية وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه.. ولا نعتقد ان عبد الكافي سيغفل عن المعطى فكل من مد يده للإسلاميين او دافع عن مشروعهم كان مآله الاندثار وأخر الأمثلة يوسف الشاهد وحزبه تحيا تونس.
وليدرك عبد الكافي أن مهمته -على جسامتها- تبقى ممكنة رغم تعقداتها. وليدرك أيضا أن المال هو فعلا قوام الأعمال ولكنه -وحده- لن يحقق شيئا أمام اهمية الإتصال المباشر والعمل الميداني وتركيز هياكل حزبية فاعلة ممثلة وقوية….