تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
بعد ما يسمى بتنسيقية الكامور التي ليست لها أي صفة قانونية والتي رضخت الحكومة لشروطها وأبرمت معها إتفاقا مكتوبا ومنحتها كل ما طلبت من إمتيازات بإسم التنمية والتشغيل وبعد دفاع رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب عن هذه “المعاهدة” أنطلق شباب ولاية قابس في أعتصام في المركب الكيمياوي وعطلوا الأنتاج مما تسبب في أزمة تزويد السوق بالغاز المنزلي وعادت العائلات في بعض مناطق الجنوب إلى الطبخ على الحطب المفقود بدوره!
تنسيقية قابس لن تكون الأخيرة فستتشكل التنسيقيات في كل الجهات تحت شعارات التنمية والتشغيل بعد عشر سنوات من “ثورة” الحرية والكرامة كما سماها الدستور التونسي الجديد !
ولن تجد الحكومة العاجزة عن تسديد العجز في ميزانية 2020 أي حلول لمواجهة خذه التنسيقيات إلا الرضوخ لها بعد أبعاد الأحزاب والمجتمع المدني والولاة فمنذ اليوم لن نتحدث مستقبلا عن ولاة ولا عن ولايات بل عن الناطقين الرسميين للتنسيقيات لتتحول البلاد تدريجيا إلى مجموعة من الكيانات المستقلة بعضها عن بعضهاتحت شعار التنمية والتشغيل والحلول والمقترحات النابعة من الجهات التي يوصي بها الرئيس قيس سعيد شباب الجهات في كل مرة يلتقيهم.
إن ما يحدث اليوم ليس صدفة ولا بريئا فقد تجاوزت الأحداث كل الجهات وكل الجمعيات التي كانت فاعلة نسبيا طيلة عشر سنوات لنواجه اليوم كيانات سياسية جديدة أقرب إلى اللجان الثورية وهو جوهر البرنامج الانتخابي لقيس سعيد الحامل لشعار الشعب يريد.
وبإسم الشعب يجري الآن وبنسق سريع تفكيك الدولة وستكون الأزمة الأقتصادية وما سيترتب عنها من تداعيات أجتماعية مع فيروس كورونا المعول الذي سيحيل الدولة إلى الماضي.
عشر سنوات من الأنهاك والتخريب بدأت بديقاج والشعب يريد أسقاط النظام لتنتهي بالشعب يريد إسقاط الدولة ولن ينفعنا الندم عندما تتحول البلاد إلى جهات متصارعة يتحكم فيها الناطقون الرسميون بإسم للتنسيقيات.