بعد 48 ساعة من أشغال المؤتمر الوطني الخامس للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تم الإعلان فجر يوم الاثنين 21 سبتمبر 2020، عن عملية التصويت لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة، انتخابات تبدو أنه حمل في طياته نفخة جديدة في جبة صاحبة الجلالة. وإن بدت نتائج الانتخابية بالنسبة لكافة الزملاء في القطاع، باعتبار أنه ولأول مرة، انتصر 9 أعضاء من الشباب وأيضا من خريجي معهد الصحافة وعلوم الإخبار.
والجدير بالذكر بأنها المرة الأولى التي يكون فيها جميع أعضاء المكتب شبانا تقل أعمارهم عن 35سنة، الأمر الذي يبدو منطقيا حسب الخارطة المهنية التي تغيرت منذ السنوات الفارطة، حيث يوجد 70 % من الصحفيين تحت سن 40 سنة.
“لا يجب أن يضم قياديين ليس لهم أي انتاج صحفي”
لا يمكن إنكار عديد الجوانب الايجابية التي حملتها الانتخابات، باعتبار أن معظم الشباب الصاعدين للقيادة من الصحفيين الميدانيين، لهم بصمتهم سواء في الصحف المكتوبة او وسائل الاعلام المرئية والمسموعة، وهو ما يجب ان يتوفر في أعضاء المكتب التنفيذي فلا يعقل ان يضم قياديين ليس لهم أي انتاج صحفي مهما كان تقييمنا له .
ومن المفترض ان يعيد المكتب الجديد التثبت في سجل أعضاء النقابة فخلال العشر السنوات الأخيرة تم تمنح العضوية فيما يبدو لـ”صحفيين “لا تتوفٌر فيهم الشروط المطلوبة. كما أن النقابة مطالبة اليوم باقناع عدد كبير من الصحفيين المكرسين في المهنة بالعودة إلى النقابة بعد مقاطعة بسبب عدم رضاهم عن بعض “الاجندات ” السياسية التي تبنتها المكاتب السابقة منذ 2011 إلى المؤتمر الأخير.
ضرورة إعادة ثقة الصحافيين في نقابتهم
من جهة أخرى، فان المكتب التنفيذي الجديد مطالب بتفعيل مبادئ واخلاقيات المهنة الصحفية التي صارت ترتكز فقط على “الخبرة” أو “الواسطة” دون احترام لكراس الشروط خاصة في ما يتعلق بتشغيل خريجي معهد الصحافة. وفي هذا الإطار، عبّر أهل القطاع عن القلق من تدهور الوضع الاجتماعي عموما وانعكاساته على أوضاع الصحفيين.
وفي تصريح لصحيفة “الوسط نيوز” أكد العضو الجديد الصحفي بدار الصباح الفائز بـ 229صوت وجيه الوافي أن” برنامج الصحافة اولا يرتكز أساسا على افتكاك وحفظ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين التي غيبت في الفترة السابقة، إضافة إلى تشغيل أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل من خريجي معهد الصحافة والذي سيكون لهم الأولوية، وذلك من خلال اليات واضحة وفعالة، ويبقى الاهم استعادة صورة النقابة واعادة جسور الثقة بينها وبين الصحفيين.
فاطمة للاهم