دفعت أمس حركة النهضة أنصارها في شارع الحبيب بورقيبة وفي بعض المناطق الأخيرة لتنظيم وقفات احتجاجية ضد ما تعتبره انقلابا قام به قيس سعيد لكن هذه الوقفات كانت فاقدة للزخم الجماهيري مما يؤكد انهيار شعبية النهضة وتخلي الشارع الذي آمن بوعودها عنها .
لكن اللافت في هذه الوقفات هو أختفاء قيادات النهضة وتصدر بعض الوجوه “الديمقراطية “المشهد مثل جوهر بن مبارك وعياض اللومي وعز الدين الحزقي والصافي سعيد وغيرهم فيما تولى نجيب الشابي ومصطفى بن جعفر وعصام الشابي وغازي الشواشي ورضا بالحاج وحمة الهمامي ومنصف المرزوقي قيادة الحملة الاعلامية على الرئيس قيس سعيد هذه الخارطة هي في الحقيقة فصل جديد أو الجزء الثاني من تحالف 18 أكتوبر 2005 الذي أسقط نظام بن علي بعد ست سنوات من الضغط الدولي والحملات الاعلامية وقد جنت النهضة نتائج هذا التحالف الغريب ولم ينل “الديمقراطيون “منه أي شي سوى الأصفار .
زعماء هذا التحالف الذين يبحثون عن أنقاذ النهضة باسم الدفاع عن الديمقراطية فاتهم أن الشعب الجائع والمقهور من فساد عشرسنوات من “الثورة”لم تعد تقنعه الشعارات و وهم الانتقال الديمقراطي وهذا سر البهجة الشعبية لتجميد مجلس نواب الشعب كما فاتهم أن القوى الدولية الفاعلة لم تعد تثق في حركة النهضة ولا في الاسلام السياسي ولا تراهن عليه وهو سر المساندة الضمنية التي يلقاها قيس سعيد رغم تأخره في اعلان خارطة الطريق الموعودة.
فالتاريخ لا يعيد نفسه أيها “الديمقراطيون “.
مراد بن سليمان