أستقبل الرئيس قيس سعيد ظهر اليوم الدكتور وليد الزيدي المقترح لوزارة الثقافة وأكد في كلمته تثبيته في منصبه المقترح واصفا الذين أعترضوا على تعيينه وزيرا للثقافة بعماء البصيرة و منهم طبعا رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي الذي سحب أسم الزيدي من تشكيلة الحكومة صباح اليوم.
أستقبال سعيد للزيدي و كلمته أكدت أنه هو مهندس هذه الحكومة و ان المشيشي هو مجرد وزير اول لا يملك أي أختيارات في الوقت الذي ينص فيه الدستور على أن رئيس الحكومة هو سيد نفسه ويستشير الرئيس في منصبي الدفاع والخارجية فقط في الوقت الذي تأكد فيه أن الحكومة هي حكومة الرئيس.
قضية وزير الثقافة تثير أكثر من سؤال اولا كيف يتم أختيار شخصية للوزارة ليست له أي تجربة إدارية ثانيا ان الحصول علىى دكتورا في الأدب العربي لا تمنح صاحبها أي شهادة كفاءة وفي توتس عشرات الكفاءات من الدكاترة في العلوم الإنسانية وفي الفنون الذين أثروا المكتبة التونسية بعشرات الكتب والبحوث في الوقت الذي لا يملك فيه الدكتور الزيدي حديث عهد بالدكتورا مؤلفا واحدا ثالثا أعرب الدكتور الزيدي عن تخليه عن الوزارة بل “تعففه” وهو ما دفع المشيشي لإقالته قبل عرض الحكومة وهو موقف صائب بل كان من المفروض أن لا يتم أختياره أصلا ولا معنى لمقارنته بالدكتور طه حسين الذي لم يتولى وزارة المعارف لأنه كفيف بل لأن مشروع فكري تنويري في زمن آخر غير زمننا وهو ما لا نجد له أي أثر لدى الدكتور الزيدي الذي لا يملك لا الكفاءة ولا الخبرة الإدارية ولا المشروع الثقافي الذي يمكن أعتماده في لحظة فارقة من تاريخ البلاد.
لقد أكد قيس سعيد مرة أخرى شعبويته وغياب المنطق والعقلانية وأعطى مؤشرا سيئا لبداية الحكومة الجديدة التي أستبشر بها التونسيون خيرا لكن إلى حد الآن وقبل أن تبدأ فقدت الكثير من مصداقيتها بسبب قيس سعيد أساسا ويكفي أن نذكر ثلاث محطات وزير الثقافة ووزير التجهيز ووزير نداء تونس علي الحفصي.
لقد كانت تونس تعيش زمن الترويكا الأولى مرحلة الهواة كما سماها الدكتور فتحي ليسير في كتابه البديع الذي رصد فيه حماقات الترويكا لكننا اليوم نعيش فصلا آخر أكثر درامية هو مرحلة اللادولة !
فهل يستقيل المشيشي ويحفظ ماء الوجه أم يتواصل هذا العبث بالدولة وبالدستور وبحياة التونسيين وأحلامهم الضائعة؟!