تونس – الوسط نيوز – القسم السياسي
أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة أمس أن الجزائر ترفض التدخل في الشأن التونسي وترفض أي ضغوطات تمارس على تونس وهي أشارة صريحة على أن هناك دولة تمارس الضغوط على تونس منذ 25 جويلية الماضي ورغم أن العمامرة لم يسمي هذه الدولة إلا أننا لا نحتاج لمعجزة لنفهم أن هذه الدولة المقصودة ليست إلا تركيا التي فقدت حليفها القوي في تونس حركة النهضة.
… تركيا التي بقيت هي الدولة الوحيدة التي تراهن على الإسلام سياسي وتحلم بإعادة مجد إمبراطورية الرجل القديم بإستعادة مستعمراتها في تونس وليبيا تقف وراء تحطيم الإقتصاد التونسي عبر إتفاقية “تبادل تجاري” في ظاهرها لكنها إستعمار أقتصادي حطم الصناعات الوطنية في تونس خاصة النسيج والصناعات الغذائية فتونس تستورد منذ 2012 كل شيئ من تركيا ولم تسلم حتى “الكرموس المجفف” والحلويات والكرواسون واللوح والخشب والأبواب والنوافذ بما تسبب في أزمة هيكلية للإقتصاد التونسي فكل الصناعات التي كانت عماد الإقتصاد مثل معامل النسيج و ورشات النجارة والحدادة وتركيب الجرارات الفلاحية وبعض الصناعات كانت تونس رائدة فيها مثل قطاع الجلود والأحذية تم تفكيكها لفائدة الصناعات التركية والإقتصاد التركي.
وبعد عشر سنوات من رعاية النهضة لهيمنة تركيا أقتصاديا على البلاد تسعى اليوم تركيا إلى التدخل في الشأن التونسي وفرض خارطة طريق لا يستثنى منها الأخوان إنطلاقا من قواعدها في ليبيا. أن الحضور التركي العسكري والإستخباراتي التركي في ليبيا مؤشر خطير على أمن المنطقة المغاربية وليس على تونس فقط ومالم تتظافر الجهود الدولية لفرض الانسحاب من ليبيا على الأتراك ستبقى هذه القواعد قنبلة موقوتة تهدد أمن تونس وإستقرارها.
ويكشف التدخل التركي في الشأن التونسي ولاء حركة النهضة للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين الذي يرعاه أردوغان الذي يعتبر نفسه أمير المؤمنين الجديد في إمبراطورية عثمانية.