تونس – اونيفار نيوز غالبا ما يقال أن وضعية الرياضة تعكس ما في المجتمعات من تناقضات و درجة تقدمه و مواطن تخلفه إلى جانب كيفية إدارة السلطة السياسية للمجال الرياضي و ما تنتظره منه .
و ما هو مؤكد ان الرياضة لم تتخلص في كل انحاء العالم من الفساد رغم ما يبذل من جهود .
و لكن في سياق الاستثناء التونسي الذي ابهر العالم فان الرياضة الشعبية الأولى و هي كرة القدم قد تحولت منذ سنوات إلى “رهينة” في إيدي وديع الجريء يحركها كما يشاء . لم يعد خافيا أن النتائج مرتبة و أن مصير الألقاب و أيضا النزول إلى الاقسام السفلى تتحكم فيه الغرف المظلمة و الحسابات السياسية و المالية من خلال السيطرة على الجامعة و الرابطات الجهوية و تشكيل شبكة من الموالين .
لقد استغل وديع الجريء ضعف الدولة حتى لا نقول غيابها الكلي ليرث منظومة ما قبل 14 جانفي 2011 و التي لم تكن تخلو من فساد و لكن عوض الإصلاح تحول الفساد إلى قاعدة خاصة و ان طبيب الصحة العمومية الذي التحق بوزارة الصحة بعد أن احترقت عيادته في ظروف غامضة قد وجد في كرة القدم الدجاجة التي تبيض ذهبا و التي يمكن أن تحقق له طموحات ” مجنونة” .
اصبحت منظومة وديع الجريء لا تقدر إلا على إنتاج الفساد و اعادة إنتاجه إلى ما لانهاية و هو ما يتجلى في نهاية كل موسم رياضي .
لذا لم تفاجئنا ترتيبات وديع الجريء لوضع قانون على المقاس لبطولة الموسم الحالي و لا التلاعب المفضوح بمقابلات الجولة الأخيرة لمجموعة تفادي النزول. بطولة وديع الجريء لكرة القدم تقضي على الجهد و القيم النبيلة المرتبطة بالرياضة لانها تقوم على الغش و الخداع و تغذية العنف و الانقسامات الجهوية و هو ما يجعل منها أداة توتر إضافي للوضع الاجتماعي مع ما يعنيه ذلك من مخاطر كبرى خاصة و أنه أصبح من غير الممكن أن يتواصل الوضع على ما هو عليه.
اونيفار نيوز