
تونس -أونيفار نيوز-حول حروب الجيل الخامس التي تعيش على وقعها شعوب العالم وصف الاستاذ والمحلل السياسي “علي بن عمر “أن عملية إستهداف المطارات الروسية هي من شاكلة حروب الجيل الخامس و من المستحيل أن تكون أوكرانيا كما تدّعي هي من أدارتها … فبصمات الأمريكان و الإنقليز و الاسرائيلين واضحة في هذه العملية .
وهذا ليس بالجديد فمن الأمثلة البارزة لحروب الجيل الخامس والتي عايشتها الجماهير على انها حوادث مبهمة هي عملية اسقاط طائرة الرئيس الإيراني تلاها اغتيال إسماعيل هنيّة ،ثم القضاء على القيادة العليا لحزب الله و إستهداف قيادات ميدانية في منازلها أو في الطريق العام و خاصة عمليات تفجير البيجر التي تسبّبت في قتل و إصابة الألاف من مقاتلي الحزب .
من الامثلة الخطيرة كذلك التي استخدمت فيها تقنيات الجيل الخامس للحروب هي السيطرة على خطوط الإتصال بين قيادة الجيش السوري و رئاسة الجمهورية و بين تشكيلات الجيش على الأرض و إعطائها أوامر متضاربة.
وللتاريخ فأن أوَّل من نَظّر لهذا الجيل من الحروب هو الأمريكيّ ماكس مايوراينغ وعرّفها أنَّها: “الحرب بالإكراه وإفشال الدولة وزعزعة استقرارها، وفَرْض واقعٍ جديدٍ يراعي مصالح الدولة الأمريكيَّة”.
وقد ورد في تعريف حروب الجيل الخامسfifth-generation warfare أنَّها “حرب يتم إجراؤها بشكل أساسي من خلال عمل عسكري غير حركي، مثل الهندسة الاجتماعية والمعلومات المضلّلة والهجمات السيبرانيَّة إلى جانب التقنيَّات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعيّ والأنظمة المستقلّة تمامًا. وأُشير إليها على أنّها حرب “المعلومات والإدراك”.
وتُعدُّ حروب الجيل الخامس تطورًا نوعيًّا في أساليب الصراعات الدولية وأدواتها؛ إذ ترتكز على توظيف التكنولوجيا المتقدمة مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي، والأنظمة المستقلة بالكامل (Fully Autonomous Systems)، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية بطرق مبتكرة وغير مباشرة؛ ما يجعلها أحد أخطر أشكال الحروب الحديثة. وما يميز هذه الحروب هو استخدام الأساليب النفسية المتطورة، والهجمات السيبرانية، والتلاعب الممنهَج بالمعلومات؛ مستغلةً الفجوات في الأنظمة الرقمية والأمنية للدول المستهدَفة؛ بهدف نشر الفوضى الفكرية والاجتماعية، وإضعاف الأمن القومي، الذي قد يمتد إلى تهديد الاستقرار في المحيط الدولي.
هذا الجيل من الحروب يهدف إلى استنزاف الدولة ووضعها في مواجهة صراعات داخليَّة. تُستخدم فيها التقنيَّات الحديثة على أنواعها بِدءًا من السلاح المتعارف عليه وصولًا إلى الحرب الإلكترونيَّة والسيبرانيَّة وتحريك الناس لخدمة أهداف الدولة المعتدية. وقد يتم اللجوء فيها إلى أدوات أخرى كإغراق البلد بالمخدرات والمشاكل الاجتماعيَّة والقوميَّة مما يساهم في ضَعف الجهة المستهدفة.