-
دول أوروبية تضررت من استيلاء أمريكا على شحنات الدواء
تسببت جائحة كورونا بوفاة أكثر من مليون شخص حول في العالم و تخطت وفاياتها حاجز الـ60 ألف، و بات العالم يعيش حالة حرب ضدّ عدو لا لون له و لا طعم و لا رائحة، عدو كان دافعا للعديد من الدول لإظهار وجهها القبيح و برهنة أن في الحرب لا أخلاق و أن البقاء للأقوى.
الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد تسبب في نقص حاد في الأدوية و المستلزمات الوقائية، و هو ما أدى بالدول إلى اللجوء إلى القرصنة و تحويل وجهة الأدوات الطبية لسد احتياجتها.
– باخرة كحول تسرق في الطريق إلى تونس
يعود أصل الحكاية إلى 23 مارس 2020، عندما تمّ الاستيلاء على باخرة محملة بالكحول الطبي قادمة من الصين و هي في طريقها إلى تونس و وجهت أصابع الاتهام إلى اطاليا.
– اختفاء 6 ملايين كمامة كانت متجهة إلى ألمانيا
24 مارس اختفت 6 ملايين كمامة كانت متجهة إلى ألمانيا، واختفت في أحد مطارات كينيا. وقالت متحدثة بِاسم وزارة الدفاع الألمانية، إنه يجري التحقيق في الواقعة، مشيرة إلى أن الأمر يدور حول جزء من إجمالي شحنة، ولم تصرح حول طريقة اختفاء الشحنة و لكنها أكدت أنه لا توجد خسارة مالية.
و ذكرت وسائل اعلام محلية أن الشحنة من المحتمل أنها سرقت من قبل لصوص في المطار، و تباع الآن في السوق بكينيا، خصوصًا و أن الطلب على كمامات الحماية من الفيروسات قد ارتفع بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.
– سرقة شحنة من الكمامات الموجهة إلى ايطاليا بالتشيك
اختفاء الكمامات الألمانية ليس الحادثة الوحيدة التي تعيشها دول العالم ضدّ عدو خفي يتسلل للأجساد و ينهيها.
ايطاليا أكثر الدول تأثرا بفيروس كورونا، سرقت منها شحنة من الكمامات التي تبرعت لها بها الصين في جمهورية التشيك تضم 680 ألف قناع وأجهزة للتنفس.
جمهورية التشيك اعترفت باستيلائها على شحنة كمامات من مقاطعة تشجيانج الصينين والتي كانت موجهة إلى العاصمة الايطالية روما، و قالت على لسان وزارة الداخلية بأن هناك سوء فهم و لا مجال لاعادة المعدات بعدما تم توزيعها على المستشفيات في البلاد.
– أمريكا تستولي على شاحنة أقنعة متوجهة إلى ألمانيا
اتُهمت الولايات المتحدة “بالقرصنة الحديثة” بعد تحويل مسار شحنة من الأقنعة الموجهة للشرطة الألمانية ، و شرائها لوازم طبية بأسعار أعلى لقطع الطريق على دول أخرى في السوق العالمية للحصول على معدات الحماية من فيروسات التاجية، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
تم تحويل مسار حوالي 200،000 قناع N95 إلى الولايات المتحدة أثناء نقلها بين الطائرات في تايلاند، وفقًا لسلطات برلين التي قالت إنها أمرت بالأقنعة لقوة الشرطة. ووصف أندرياس جيزيل ، وزير داخلية ولاية برلين ، التحويل بأنه “عمل من أعمال القرصنة الحديثة” و ناشد الحكومة الألمانية مطالبة واشنطن بالامتثال لقواعد التجارة الدولية قائلا : “هذه ليست طريقة للتعامل مع شركاء عبر الأطلسي”. “حتى في أوقات الأزمات العالمية ، يجب ألا تكون هناك طرق الغرب المتوحش”.
– أمريكا تستولي على كمامات فرنسية
قال رئيس مجلس مدينة بروفانس الفرنسية رينو موسيل، إن السلطات الفرنسية قامت بشراء الملايين من الكمامات من شركات صينية لكنها لم تحصل. وبعد تحميل الطائرة بالكمية المطلوبة من الكمامات كان من المفروض أن تنطلق نحو فرنسا، دفعت أمريكا مقابل أكثر من المال لتتجه الطائرة مباشرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
و بحسب رئيس مجلس المدينة الفرنسية، فإن الجانب الفرنسي قد دفع تكاليف الشراء وكانت حملة الكمامات جاهزة للإرسال، ولكن في اللحظة الأخيرة دفعت أمريكا نقدًا أكثر للشركات على المدرج لتتجه الطائرة إلى أمركيا.
– تركيا تستولي على معدات طبية تخص اسبانيا
أكدت إسبانيا أن تركيا استولت على طائرة قادمة من الصين محملة بمعدات طبية قامت إسبانيا بشرائها. واتهمت الخارجية الإسبانية تركيا بالاستيلاء الطائرة التي كانت تحمل أجهزة التنفس و معدات أخرى دفع ثمنها لعلاج مصابي فيروس كورونا.
و ذكرت وزيرة الخارجية جونزاليس لايا أن أنقرة تحتجز الطائرة واستولت على المعدات الموجودة بها، موضحة أن الحكومة في تركيا يبدو أنها قررت الإبقاء عليها لعلاج مرضاها.
– اتهامات لفرنسا بمصادرة لوازم لصالح ايطاليا و اسبانيا
اتهمت شركة “مولنليك” السويدية السلطات الفرنسية بمصادرة ملايين الأقنعة الواقية و القفازات الطبية التي استوردتها من الصين لصالح ايطاليا و اسبانيا.
الشركة السويدية نشرت بيان أكدت فيه أنها استوردت ملايين الأقنعة الواقية من الصين و كانت متجهة عبر فرنسا إلى كل من اسبانيا و ايطاليا، إلا أن السلطات الفرنسية وضعت يدها عليها بعد منع تصدير المنتجات الطبية.
و أشارت الشركة إلى أنها ستستورد الدفعة المقبلة من المعدات الطبية من الصين عبر بلجيكيا وسيتم ارسالها فيما بعد إلى ايطاليا و اسبانيا.
بظهور فيروس كورونا بدأت الحرب تدق طبولها خاصة أمام ماتعيشه البلدان من صراعات و عمليات سرقة وسطو للمعدات الطبية، حرب وجودية تختلف عن باقي الحروب الأخرى، فلن تكون للاحتلال و السيطرة وسيكون فيها البقاء للأقوى.
م.ي