منذ توليه رئاسة الجمهورية قبل حوالي عام كشف قيس سعيد الذي كان أحد مهندسي تنقيح الدستور في عهد بن علي عن حقد كبير على الدولة وكفاءاتها ولم يترك فرصة تمر دون ان يكيل لهم التٌهم والشتائم بلغة خشبية شعبوية ركيكة رغم ان لا احد منهم تقريبا أدانه القضاء !
و يوم أمس واصل سعيد الذي لم نعرف له أي نشاط لا جمعياتي ولا سياسي ولا معارضة ولا حتى أضراب اداري مع الأساتذة الجامعيين حقده الغريب على كفاءات الدولة في مشهد مخجل أمام الشعب التونسي وفي سقطة أخلاقية لا تليق بأستاذ جامعي في القانون ورئيس دولة يفترض ان يكون حسب الدستور جامعا للتونسيين وموحدا بينهم حتى الفاسدين منهم وليس هذا فقط بل مثل خطابه العنيف والشعبوي تدخٌلا في صلاحيات رئيس الحكومة الذي يخصه الدستور بأختيار فريقه وهو ليس مطالبا بالحصول على موافقة الرئيس .
هذا الخطاب الذي لم يكف قيس سعيد عن ترديده منذ عام في الحقيقة قديم وعمره عشر سنوات وكانت حركة النهضة والثورجيين ومنصف المرزوقي في مقدمة من أسسوا لهذا الخطاب وترجمته ديقاج التي كانت وراء كل الاخفاق الاقتصادي والاجتماعي إذ تم أبعاد كل كفاءات الدولة في كل الوزارات وتعويضهم بمن لا كفاءة لهم ولا خبرة فكانت النتيجة هي الفشل التام في إدارة الدولة وبعد عشر سنوات أصبحت الأرقام والنسب التي تركها بن علي حلما يصعب الوصول إليه .
ولكن ما لم يفهمه قيس سعيد هو ان الشارع التونسي لم يعد يصدق الشعارات التي يرفعها الثورجيون كما لم يعد يتعاطف مع خطاب الشيطنة لان السكرة الثورجية أنتهت وانتبه الشارع لحجم المغالطات التي تمٌت من اجل السطو على الدولة ونهبها من جهات حزبية معلومة فليبحث قيس سعيد لنفسه عن خطاب اخر بعيدا عن شيطنة كفاءات الدولة الذين كانوا في خدمة الدولة وليس في خدمة بن علي كما ان القضاء لم يُجد طيلة عشر سنوات ما يدينهم به وليتذكر سعيد انه رئيس كل التونسيين وأنه مسؤول على السلم الأهلي وعلى المصالحة الوطنية التي يفترض أن يكون أوٌل من يروّج لها فإلى متى هذا الخطاب الثورجي من رئيس دولة وأستاذ قانون دستوري ؟