تونس – اونيفار نيوز اختتمت معظم المهرجانات لهذا الصيف وسط نجاح جماهيري لأغلب العروض التي طغى عليها كالعادة الطابالتجاري فلا مسرح ولا أعمال فيها خلق وأبداع إذا أستثنينا عروضا قليلة لا تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة .
وفي الحقيقة ” خروج ” المهرجانات الصيفية عن الدور الذي وجدت من أجله ليس جديدا فقد بدأت الظاهرة في التشكٌل منذ التسعينات لكنها تطورت من عام إلى آخر لتفقد مهرجانات الصيف طابعها الثقافي وتتحول إلى منصة للترويج التجاري مع أقبال جماهيري كبير رغم أرتفاع الأسعار !
وفي الحقيقة وجود مهرجانات تجارية في الصيف خاصة ليس عيبا فالجمهور التونسي وضيوف تونس خاصة الأشقاء الجزائريين يجدون في سهرات الصيف متعة تتماشى مع طبيعة الصيف لكن على الدولة أن تعيد النظر في منظومة الدعم التي يجب أن تتجه إلى دعم العروض الثقافية فقط فماهو مبرر دعم سهرة لأمينة فاخت أو ليسرى المحنوش او نجاة عطية أو لطفي بوشناق أو غيرهم مادام لهم جمهورهم الذي ينتظر لساعات ظهورهم على الركح ويدفع معلوم الدخول .
فمادامت العروض الثقافية ” أطردت ” من سهرات الصيف (نكاد لا نجد سهرة شعرية ولا ندوة فكرية واحدة )فلتترك مهرجانات الصيف للمستشهرين والفضائيات التي تشتري حقوق البث وشباك التذاكر وتتجه وزارة الثقافة إلى ترشيد وتوجيه الدعم لعروض بقية العام من مهرجانات موجهة للأطفال والناشئة ومهرجانات المسرح والسينما والفنون التشكيلية والموسيقى وتحسين البنية الأساسية من مكتبات ودور ثقافة ومعاهد موسيقى وحل معضلة مراكز الفنون الدرامية فهذه المجالات جديرة بالدعم اما مهرجانات الصيف فلها جمهورها ونجومها !