تونس – اونيفار نيوز أنتهت أزمة حجب الأعداد أمس بعد أن فهمت قيادة نقابة التعليم الأساسي أن الجزء الغالب من المعلمين سلموا الأعداد وبالتالي فلا مجال للمكابرة !
النهاية التي وصلتها أزمة التعليم الأساسي ليست بعيدة عن نهاية التعليم الثانوي الذي أشتركت قيادته النقابية في نفس أساليب “النضال “من حجب للأعداد وامتناع عن أجراء الامتحانات وهي اشكال “نضالية “لم يعرفها تاريخ العمل النقابي في العالم وليس في تونس فقط !
الدفاع عن الحقوق المالية والمعنوية للمربين مسألة نبيلة ومن حق المربين أن يدافعوا عن حقوقهم وعن حقهم في تحسين ظروفهم لكن ليس بمثل هذه الأساليب التي جعلتهم في مواجهة العائلة التونسية وجعلت الأتحاد العام التونسي للشغل يفقد حاضنتهم الشعبية وتتحول صورته إلى “شيطان “و”وكر للفساد “في المخيال الجماعي وهو ما سيؤثر بلا شك على مصداقية الاتحاد وقدرته على القيام بدوره الأجتماعي والسياسي الذي قام به منذ معركة التحرير الوطني وبناء الدولة !
فبعض النقابات اعتمدت للأسف أشكالا من “النضال “,هي أقرب إلى التنكيل بالشعب مثل أضرابات النقل العمومي والمطار والصحة فهذه الأضرابات بالطريقة التي تنفذ بها خاصة في النقل -أضراب شامل -تعطل مصالح المواطنين البسطاء الذين لا يملكون سيارات ويستعملون النقل العمومي وقد ساهمت الأضرابات العشوائية بل العبثية في أهتزاز صورة اتحاد الشغل الذي أصبح عاجزا عن التعبئة بعد أن أستهلك كل رصيده النضالي .
وقد بدأ انحراف الاتحاد عن دوره منذ أن فتح مقراته ل”رابطات حماية الثورة “التي كان النقابيون من يساريين وقوميين اول من أسسها لتسطو عليها حركة النهضة وتحولها إلى يد غليظة للأعتداء على المواطنين وتهريبهم كما كان له الدور الأساسي في أعتصامي القصبة 1و 2 وتسليم البلاد بالكامل إلى حركة النهضة لتعيش تونس عشرية سوداء لا يستطيع الاتحاد أن يتبرأ من دوره فيها .
الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية شريكة في الأستقلال وبناء الدولة قبل أن تختطفه مجموعات يسارية وقومية صغيرة وتحتمي به لممارسة صبياناتها الثورجية !