-
ميلاد عهد جديد للمسرح الوطني
ان الشغف بالتطرف سواء في الفن أو في السياسة رغبة مقنّعة في الموت .!!
و لكن ليس لهم الحق البته بأن يحكموا علينا بالموت بتطرفهم !
فنحن نحب الحياة و لا عيب في ذلك نحبها بكل الوانها و جمالها و بكل ما خُلق فيها ..
الاسبوع اللي فات وفي اول يوم لعودة العروض المسرحية والثقافية عموما وتحت طائلة بنود البروتوكول الصحي. .دعيت لعرض خاص بمسرحية martyr الفاضل الجعايبي واللي كان حدثني عليها منذ أكثر من شهرين في برنامج قهوة عربي عندنا كان ضيفي وكانت المسرحية ستعرض قبل ايقاف العروض..هذا الاسبوع الجمعة والسبت والأحد بقاعة الفن الرابع تنجم تشوفوها..
مسرحية تقطع مع كثير من السائد في المكان والزمان..بقدر ما تكون الوضعية خاصة جدا ..بقدر ما ترتقي للكونية!
لعل المسرحية تتحدث عن تطرف شاب مسيحي في مدرسة ألمانية..لكنها في طموحاتها شاملة كونية!
مشهد شاب يستمع لموسيقى صاخبة ..يمسك كتابا يتصفح بكل شغف وقدسية!..جلبة الضوضاء ودخول تلاميذ للمسبح.. حصة سباحة..حركات احمائية وملابس سباحة!!وتنطلق الحصة!!Benjamin المراهق اليافع يرفض مشاركة زملاء الدرس !؟هل هو لا يتقن السباحة؟مشاكل مع جسده؟ام لموانع دينية؟
شاب ملتزم بتعاليم المسيحية ..متدين..يسبح ضد تيار انطلاقة الشباب الهادر!تستدعى والدته..سيدة مطلقة مكافحة…في ظل غياب الأب..كاهلها مثقل بأعباء الابن!!.مقبلة على الحياة..لا تستوعب ما يحصل لابنها!!!
كل تلميذ في المدرسة وراءه قصة..كل استاذ. استاذة..مديرة!
حكايات الانسان..الغير متصالح مع جسده..سكيزوفرنيا المبادئ والاخلاق..المثلي الذي يتشدق بإدانة المثلية!المؤمن العاصي المزايد على غيره!من منكم بلا خطيئة فليرمني!! بحجر!
هي مسرحية عن نص ألماني تم معالجته مسرحيا لكن الفاضل الجعايبي جعله كونيا خاصة بإدارة مبهرة للممثلين المبتدئين وهم خريجو الدفعة الخامسة من مدرسة الممثل التي أنشأها في رحاب المسرح الوطني..شباب يعمل الكيف “مطرشق” من جنسيات عربية مختلفة..تونس..لبنان..فلسطين..سوريا…
معالجة مدججة بطروحات تشكل حفريات فكرية في ماهية الدين..!عندما نطالب ان يحترم الاخر خصوصياتنا الدينية ولا نحترم خصوصياته ونغتصب..تفاصيله. وحتى حياته!
والسؤال هل الشهيد martyr# هل هو المصلوب اليائس على لوح الدمغجة الناقمة..ام المنطلق في الحياة املا لتعصفه الغيمة الحاقدة!
عمل سيثير الكثير من الحبر والنقد. والجدل واللغط.. عمل مطروز.. ككل أعمال الجعايبي المثير للجدل دوما ..لعله الاعلان عن ميلاد عهد جديد للمسرح الوطني!