
تونس-أونيفار نيوز- في خضم تعليقه “اقواس من حياتي ” وصف الكاتب والناشط السياسي انس الشابي مذكرات الجورشي بانها لا يحتاج إليها الذكي ولا ينتفع بها البليد.
وكشف الشابي بأن الجورشي تكتم قصدا عن نحلة اليسار الإسلامي التي أسّسها صحبة صديقه وأميره احميدة النيفر الذي أدّى له البيعة لمّا انخرط في الجماعة الإسلاميّة ونصّها: “أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جنديا مخلصا في جماعة الإخوان المسلمين وأن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمَنشط والمَكره إلا في معصية الله وعلى أثرة علي وعلى أن لا أنازع الأمر أهله وعلى أن أبذل جهدي ومالي ودمي في سبيل الله ما استطعت إلى ذلك سبيلا”.
هذه البيعة التي حسب ما بينه الشابي بقي الجورشي ملتزما بها إلى يوم الناس هذا ولم ينقضها حتى وهو في محنة السجن وأصرّ من مختلف المواقع التي احتلّها على الدفاع عن الحركات الإسلاميّة عموما من خلال تبرير الجرائم التي ارتكبتها من ناحية والتشويش على النخبة بإشاعة الافتراضات والأسئلة التي لا هدف منها سوى بثّ الشكوك لتبرئتها وتحويل الأنظار عنها.
من ناحية اخرى كل ما فعله ضمن “اقواسه” هو تبرئة حركة النهضة من الجرائم التي أتتها طوال تاريخها في حقّ الوطن.مع الافراط والثرثرة فيما يعلمه الجميع كأحداث التعاضد وهزيمة 1967 وبلوغ الزعيم بورقيبة الشيخوخة وغير ذلك ممّا تناقلناه في أحاديثنا.
في المقابل لما يصل إلى أقواس من حياته تهمّ الحركة الإسلاميّة يصمت أو ينحرف بالمسائل إلى غير وجهتها الحقيقيّة من ذلك إهماله ذكر بيان الثاني من أكتوبر الذي كفّرت فيه حركة النهضة وزير التربية ودعت رئيس الدولة إلى إقالته وجريمة باب سويقة الفظيعة. وفترة محمد مزالي التي لعب فيها دور الوسيط بين الحكم والحركة والتحريض على إعادة شبابنا من بؤر التوتر تحت ستار التوبة وغير ذلك…
اخطر من ذلك في تعاطيه مع جريمة باب سويقة في 1991 التي لم يعرف لها الوطن شبيها طوال تاريخه. عمل الجورشي على التهوين من شأنها والتخفيف من شناعتها وذلك من خلال:
* ذكرها في ص282 في سطر واحد قال: “اهتزت البلاد تحت واقعة باب سويقة”، هكذا يبدأ الجورشي بالتهوين من الجريمة بوصفها واقعة أي نازلة وحادثة، بعدها مباشرة يورد صفحات عن استدعاء مورو إلى وزارة الداخلية مشحونة بأكاذيب من نوع تعريته في كولوارات الوزارة ومحاولة صلاح الدين معاوية دفعه إلى تأسيس حزب واتصال صحفي ألماني به وغير ذلك من الأخبار التي قصد بها تشتيت الانتباه وتحويل الأنظار عن هذه الجريمة البشعة.
* بعد 4 صفحات من الثرثرة التي لا علاقة لها بالجريمة يعود في الصفحة 286 إلى الجريمة حيث يكتب: “حادثة باب سويقة خطيئة وليست خطأ، كانت حادثة باب سويقة بمثابة هديّة من السماء قدّمتها حركة النهضة إلى نظام بن علي” هكذا تصبح الجريمة حادثة لا تختلف عن حوادث السير في الطرقات كاصطدام سيارة بأخرى أو درّاجة بمواطن ليسترسل بعدها في التشنيع على النظام الذي قرّر إنهاء الجريمة المنظمة بكلّ الوسائل القانونيّة.
* بل بهذا الأسلوب المخاتل كما وصفه الشابي في عرض المسائل انحرف الجورشي بالقارئ من شناعة المجزرة التي ارتكبت في أحد الأحياء الشعبية إلى التفتيش للحركة عن مبرّرات وجدها بالحديث عن عبد الفتاح.
مورو.
هاجر وأسماء