-
أغلبها صفحات انتخابات 2019… اكتفت بتغيير أسمائها…!!!
في تحليل للمشهد الحالي في البلاد قدم السيد نسيم المشرقي دراسة عميقة ننشرها كاملة أكد فيها أن معطيات الشارع وبالنظر إلي بعض الوقائع وخاصة منها الفوضي الأخيرة في بعض جهات الجمهورية التونسية والتي إنطلقت مع أحداث الكامور وما إنجر عنها من تبعات ومخلفات على بقية جهات الجمهورية والتي تبدو للوهلة الأولي أنها تحركات عادية وغير مدروسة ولكن مع تتالي هذه التحركات وإنتشارها السريع جدا عبر مختلف الولايات و المعتمديات جعلنا نسلط قليلا من الضوء لدراسة هذا المشهد الطاغي حاليا علي الساحة الوطنية و هذا ماجعلنا نستخلص أن توالي هذه التحركات بشكل منظم جدا عبر تشكل التنسيقيات الجهوية في عديد الجهات بطريقة منظمة جدا وبقيادة وزعامة من أشخاص بدعوى الإحتجاج على الوضع والمطالبة بالتنمية و إليكم مثال للكامور الذي كان بمثابة إختبار لمدى قوة الدولة
فبعد إضعاف الدولة وإخضاعها لسلطة التنسيقيات وبعد أن نال المثال سابق الذكر مشروعيته بتلبية مطالبه والرضوخ له أصبح بذلك تنظيما يفاوض ويطالب ويستقوي على الدولة بمشروعية إسم « تنسيقية » فأصبح بذلك هذا المثال نموذج ناجح جدا وصالح للتعميم عبر جميع ولايات الجمهورية وهذا ما يحدث حاليا
إنتشار رهيب وسريع جدا للتنسيقيات في جميع أنحاء البلاد ظهور لافت ومدروس لصفحات و مجموعات علي وسائل التواصل الإجتماعي (فايسبوك) علي غرار:
تنسيقية شباب طبربة/ تنسيقية البطان/ تنسيقية الدولاب (القصرين)/تنسيقية باجة في عينينا/ تنسيقية الإنتداب حق القيروان/ تنسيقية شباب العيون/ تنسيقية سيدي بوزيد/ تنسيقية تاكلسة… إلخ
مع التأكيد علي أن جميع هذه الصفحات أطلقت مؤخرا وفي فترة متقاربة جدا (تاريخ إطلاق هذه الصفحات والمجموعات إنطلق منذ 14 أكتوبر ويتواصل إلي اليوم(أخيرا اليوم في حوالي الساعة التاسعة ليلا أطلقت صفحة بإسم تنسيقية تاكلسة…)
وبالتمعن في تاريخ هذه الصفحات وبعض المعلومات حول شفافية الصفحة نجد أن أغلبها صفحات كانت موجودة منذ 2019 تحديدا في فترة الإنتخابات الرئاسية الأخيرة وكانت أغلبها صفحات تساند رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيد ( بأسماء على غرار أنصار قيس سعيد والشعب يريد قيس رئيس و و و و ) و لكن مؤخرا بتتالي التحركات الإحتجاجية وقع تحيينها وتغير أسمائها بتنسيقية …
مع الإشارة أن هذه الصفحات ليست صفحات إعتباطية بل لها خط تحريري تقريبا مماثل ومطالب مماثلة وشعارات أيضا تكاد تكون مماثلة بالإضافة إلي أنها مدروسة جدا حيث أنه لكل صفحة عامة بإسم تنسيقية نجد لها مجموعة groupe privée مماثل بنفس الإسم ونفس charte graphique مع الإشارة أيضا أن طريقة كتابة المناشير les statuts ليست لإنسان عادي أو مواطن بسيط بل لإنسان ذو توجه سياسي بأسلوب كتابة صحيح وطبقا لبرنامج مخطط له ومايثير ويؤكد الريبة و الشك أن جميع هذه الصفحات يديرها علي الأقل 3 أو 4 أشخاص لكل صفحة …
كل هذا جعلنا نستخلص أن التحركات الأخيرة و الإحتجاجات اللتي تعم البلاد هي تحركات مدروسة و مخطط لها ولها أهداف سياسية واضحة المعالم وتصب كلها في خانة تنفيذ رئيس الجمهورية لبرنامجه عبر أليات لا مشروعة وتنسيقيات تسعي لتفكيك الدولة وإضعافها تحقيقا لأهداف سياسية وبمباركة رئيس الجمهورية حيث أننا ذاهبون إلي حيث يريد الرئيس قيس سعيد عبر شعاره “الشعب يريد “.
نسيم المشرقي