-
مشاكل تونس نتيجة حتمية ل 14 جانفي ولسياسات النهضة تحديدا…!!!
تونس – اونيفار نيوز لامبالاة تامة تحيط بوقائع الدور الثاني من الانتخابات التشريعية التي جرت أمس و التي تمثل في الحقيقة تجسيدا لقرار فردي من رئيس الجمهورية قيس سعيد ضمن مشروعه الهلامي و الذي تحققت بعض جوانبه.
لامبالاة التونسيين يمكن النظر لها من عدة زوايا خاصة و أن مظاهر التردي و التراجع شملت كل مظاهر حياتهم و لكنها تمثل رسالة واضحة على وجود قطيعة كاملة مع الشأن السياسي.
و من المفيد هنا أن لا نعزل هذه الإنتخابات عن المواعيد التي سبقتها منذ 2011 إلى حد الآن و التي شهدت تراجع نسبة المشاركة من محطة إلى أخرى. و لا شك أن الأزمة تعقدت خلال العهدة الرئاسية لقيس سعيد في ظل تمسكه بالانفراد بالرأي و خاصة ضعف المنجز إلى حد غير مسبوق.
هذه الوضعية يحاول استغلالها حاليا بعضهم حتى يجعل من قيس سعيد المسؤول الوحيد عن الوضع المتردي و يكفي أن نستحضر تصريحات راشد الغنوشي و أحمد نجيب الشابي لنتأكد من ذلك.
هذه التصريحات تمثل محاولة مَفْضُوحة للتفصي من المسؤولية و للركوب على الأحداث و هو ما دأبت عليه حركة النهضة منذ عقود. ذلك أن المشاكل التي تتخبط فيها تونس لم تأت من فراغ و لم يبتدعها قيس سعيد بل هي من نتائج السياسات التي مورست منذ 14 جانفي 2011 و التي كانت حركة النهضة رقما أساسيا فيها. تونس لم تدخل في متاهة المديونية إلا بعد 14 جانفي و كانت حركة النهضة تهلل و تكبر لذلك و تعتبر الأمر إيجابيا. في المقابل ” تبخرت ” القروض و الهبات التي تحصلت عليها تونس و لم نعثر لها على أثر في الخزينة أو في إنجازات ملموسة. تضخم الميزانية من خلال تضخم نفقات الدولة غير المنتجة كانت وراءه أيضا حركة النهضة التي أغرقت الوظيفة العمومية بانتدابات أثقلت كاهل الميزانية و غيبت الكفاءة.
وضع اليد على القضاء ” أبدعت ” فيه حركة النهضة و يعتبر نورالدين البحيري من رموزه. الأزمات السياسية كرستها حركة النهضة منذ 2014 لأنها لا تبحث الا على ” التمكين ” الذي ارهق الدولة و مؤسساتها.
ولا يمكن فصل الشعبوية المهيمنة حاليا عن الشعبوية التي روجت لها حركة النهضة على امتداد عشرية كاملة. ما يتأكد اليوم هو أن التونسيين قد لفظوا مرحلة كاملة انطلقت يوم 14 جانفي 2011 و لم تنتج إلا الفشل و الأزمات. نقطة أخيرة بالمناسبة…الشكوك تحف بكل الانتخابات التي عاشتها البلاد منذ 2011 و ما يقوم به بوعسكر سبقه إليه آخرون حتى و إن اختلف الأسلوب و لكن الغاية هي نفسها…!!!