-
يظل انتخاب سعيد لغزا من ألغاز كبيرة تعيشها تونس منذ 14جانفي…
-
اعتبر التطبيع خيانة عظمى… و التزم الصمت عن “صفقة القرن”…
-
ماذا وراء تعيين السفير الإيراني الجديد بتونس مباشرة بعد إنتخاب سعيد…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
تنتهي اليوم مائة اليوم الأولى من حكم الرئيس قيس سعيد الذي أنتخب بنسبة عالية من الأصوات في ظاهرة غريبة و استثنائية ستظل لغزا من ألغاز كثيرة تعيشها تونس منذ سقوط نظام بن علي.
و لعل ردود الأفعال مباشرة بعد الحديث التلفزي لمساء امس تؤكد لغز انتخاب سعيد رئيسا… فقد خلت هذه الردود من أدنى توافق و مساندة لمحتوى حديث قيس سعيد المنتخب حديثا… بل حصل اجماع غريب و تلقائي ضده…!!!
مائة يوم من الشعبوية و الأخفاق و الشعارات الجوفاء و التحريض على مؤسسات الدولة؛ فهذا الرئيس الغامض يرفض الإقامة في قصر قرطاج لأنه يكره القصور كما قال في حواره التلفزيوني الأول البارحة و يحب البقاء جنب الفقراء كما قال متجاهلا أن أقامته هذه تكلف المجموعة الوطنية يوميا نزيفا ماليا كان من الأولى أن تصرف على الفقراء الذين يحبهم. كما فتح أبواب قصر الجمهورية الذي يكرهه لكل من هب و دب فأطفال الدواعش كان يمكن العناية بهم دون هالة أعلامية لان في ذلك أستفزاز لعائلات شهداء الأرهاب في تونس فأستقبالهم من طرف أعلى سلطة في الدولة لهم القائد الأعلى للقوات المسلحة هو تبرير ضمني بل تمجيد للإرهاب.
و في نفس السياق لم يترك أي مناسبة دون الأساءة لمؤسسة من مؤسسات الدولة ففي أحدى زياراته لمح للفساد في جهاز الديوانة ولمح في حواره لعدم أستقلالية القضاء كما قدم في سيدي بوزيد و القصرين خطابا تحريضيا ضد مؤسسات الدولة سرعان ما ترجمه شباب تطاوين بأقتحام مقر الولاية بل أرسل “فاكس” لشباب الكامور يطمئنهم فيه على متابعته ل”سير المفاوضات” مع الحكومة…!!!
الرئيس قيس سعيد زج بالبلاد في سياسة المحاور من خلال أستقباله لأوردوغان و أنعدام التواصل مع حكومة عبد الله الثني الشرعية المنبثقة عن البرلمان المنتخب من الليبيين و أقتصار تعامله مع حكومة فائز السراج المسقطة على الليبيين كما غابت تونس بسببه عن مواعيد دولية هامة منها قمة بريطانيا أفريقيا و قمة ألمانيا أفريقيا و مؤتمر برلين يضاف إلى ذلك غيابه عن تنصيب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون و سفره الغريب و الغامض إلى عمان لتقديم التعازي في وفاة السلطان قابوس.
و في هذا السياق نتوقف عن مزايداته بالقضية الفلسطينية فهو يعتبر أن التطبيع خيانة عظمى لكنه لم يصدر بيانا حول صفقة القرن كما ام يبادر لأتخاذ أي موقف عملي مثلا أستقبال سفيري الأتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأمريكية و أبلاغهما أعتراض تونس عن هذه المؤامرة على الشعب الفلسطيني كما لم يستقبل سفير فلسطين لتبليغه بمساندة تونس للقضية الفلسطينية العادلة ومن غرائب مزايداته بقضية التطبيع تباهيه بعدم قطع تونس لعلاقاتها الديبلوماسية مع ألمانيا في عام 1966 تنفيذا لقرار الجامعة العربية في سياق تأكيده على عمق العلاقات التونسية الألمانية ناسيا أن قرار الجامعة العربية كان على خلفية مساندة ألمانيا للكيان الصهيوني.!
و هنا بالذات لا بد من الإشارة إلى تعين ايران سفيرا جديدا لها في تونس مباشرة بعد إنتخاب سعيد رئيسا للجمهورية…!!!
و قد وصف السفير الجديد محمد رضا رؤوف شيباني الذي سبق له أن كان سفيرا لإيران في كل من العراق و لبنان…- بأنه رجل المهمات الصعبة-…!!!؟؟
لقد غابت تونس في عهده السعيد عن اهم المؤتمرات الدولية بما فيها دافوس كما غابت عن الترتيبات الأقليمية و يبقى أكبر أخفاق عجزه عن دعم المصالحة الوطنية بل الدفع نحو أحياء الخطاب الثورجي الذي دفع التونسيون ثمنه غاليا؛ فقد تم أبعاد حزب قلب تونس و الدستوري الحر وتقسيم كتلة الإصلاح الوطني بين من كان في النظام السابق و من لم يكن فالرئيس قيس سعيد هو رئيس كل التونسيين حتى من لم ينتخبه و لكنه مازال لم يقطع مع الشعبويات التي ميزت حملته الأنتخابية فهو ضد الدستور فالدستور بالنسبة له هو ما كتبه الشباب على الجدران.
اما عن تدخل المحيط العائلي فإن الرئيس سعيد لم ينتظر طويلا لنلاحظ على الأقل تدخل شقيقه في سير دواليب قصر قرطاج و الإعلان صراحة عن هذا التدخل المباشر…!!!
بداية سعيد لا يمكن وصفها بغير الأخفاق و الغموض و هو ما يفاقم مخاوف التونسيين من المستقبل مع رئيس لا يجيد التواصل مع الشعب و لا يتحدث لهجة التونسيين بل حتى العربية التي يتحدث بها عربية بلا روح وأفضل مثال على ذلك الرسالة التي وجهها لأنس جابر و التي قال فيها: “حتّى يكون مضربها درعا و سيفا”…!!!
اللهم أحمي تونس…