تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
سيستقبل اليوم الرئيس قيس سعيد أمير قطر تميم بن حمد في زيارة رسمية تستغرق يومين على رأس وفد هام كما وصفه بيان رئاسة الجمهورية يضم نائب رئيس الوزراء و وزيري المالية و الخارجية.
هذه الزيارة هي أول زيارة تتم بدعوة رسمية منذ وصول قيس سعيد إلى قصر قرطاج قبل أربعة أشهر تقريبا يؤديها رئيس دولة و ثاني زيارة بعد زيارة رجب طيب أردوغان الذي جاء بدون دعوة و لا أعلام أيضا في سابقة لم تعرفها الديبلوماسية التونسية و ربما حتى سابقة عالمية.
و تؤكد زيارة تميم أو الأصح دعوة تميم ما كنا نبهنا له سابقا عن أصطفاف السياسة الخارجية التونسية وراء المحور القطري التركي الأخواني في مجموعة من الملفات أهمها الملف الليبي و الموقف من مصر فمنذ وصوله إلى قصر قرطاج لم يتعامل قيس سعيد إلا مع المساندين للمحور القطري التركي في ليبيا و هما حكومة الوفاق و المجلس الأعلى للدولة إذ كان أول أتصال يقوم به حتى قبل صدور النتائج النهائية للأنتخابات مع فائز السراج الذي أستقبله فيما بعد كما أستقبل سجين غونتنامو السابق خالد المشري رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة الواجهة السياسية للمليشيات التي تدعمها قطر في ليبيا.
و أستقبال أمير قطر و تنظيم زيارة دولة له يثير أستغرابا كبير حول تذبذب قيس سعيد الذي يتغنى بمناسبة و بغير مناسبة بالقضية الفلسطينية و التنديد بالمطبعين على حد تعبيره بمن فيهم الذين كانوا يمثلون الخارجية التونسية في إطار أتفاقيات أممية أنسحبت منها تونس فيما بعد وأعني بذلك خميس الجيهناوي ولم تسلم من تنديده البطلة الرياضية أنس جابر التي كتبت فيها الخارجية بيانا – يرجح أن كاتبه سعيد نفسه حسب الأسلوب – بعد يومين من الإشادة ببطولتها.!
كما فتحت الخارجية تحقيقا في مشاركة لاعب أسرائيلي في بطولة رياضية في تونس. هذا الحماس للقضية الفلسطينية و أعتبار التطبيع خيانة لا نجد له أثرا عندما يتعلق الأمر براعي التطبيع الذي حول بلاده إلى غرفة لأستقبال زعماء الصهيونية قتلة أطفال فلسطين و لبنان من بيريز إلى نتنياهو بل أن الموساد الأسراءيلي يعمل علنا في قطر وقناة الجزيرة لا يكاد يمر يوم واحد دون بث لقاءات مع مسؤولين و خبراء صهيانة!!
و تذبذب قيس سعيد رافع لواء المقاومة نراه في أول زيارة يؤديها خارج تونس لأداء واجب العزاء في السلطان قابوس و هو من كبار المطبعين و كان يتباهى بعلاقاته الرفيعة مع أسرائيل و التبادل التجاري و الأستخباراتي معها فهل كان من الضروري أن يؤدي واجب العزاء في رئيس دولة لا تربطنا معها علاقات كبيرة لا أقتصادية و لا سياسية؟
و هل كان من الضروري أن يحمّل الخزينة التونسية عبئا ماليا من أجل التعزية في رئيس مطبع بل داع للتطبيع و هو الرافع لشعار تجريم التطبيع وتخوين المطبعين على حد قوله!
فعلا أن ما يقوم به قيس سعيد منذ وصوله إلى قرطاج يصعب فهمه على ضوء المنطق لكن يمكن فهمه بمقاربات أخرى فألم يكن من الأجدر دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أو الرئيس الفرنسي أو الرئيس الإيطالي أو رئيس مجلس النواب الليبي؟
فهؤلاء جيراننا ولنا معهم علاقات أمنية و أقتصادية و أستراتيجية من شأن دعوتهم أن تدفع هذه العلاقات الفاترة منذ وصوله إلى قرطاج و بداية العزلة التونسية!