-
مشاورات تحت الطاولة… و لقاءات الغرف المغلقة…
تنعقد أولى جلسات مجلس نواب الشعب الجديد بتركيبته الجديدة اليوم الاربعاء 13 نوفمبر الجاري و يترأس الجلسة الافتتاحية راشد الغنوشي النائب عن حركة النهضة باعتباره الأكبر سنا 78 سنة و يساعده في الرئاسة الأصغر سنا عبد الحميد مرزوقي البالغ من العمر 24 سنة عن قلب تونس و تساعده أصغر النائبات سنا و هي مريم بلقاسم عن حركة النهضة البالغة ممن العمر 27 سنة.
و يتنافس على منصب رئيس البرلمان مبدئيا راشد الغنوشي عن حركة النهضة و رضا شرف الدين عن قلب تونس و غازي الشواشي عن التيار الديمقراطي وي قتضي الفوز بمنصب رئيس البرلمان الحصول على أغلبية مطلقة مكتملة اكثر من 109 صوتا و حسب الفصل 11 من النظام الداخلي لمجلس نواب الشعب، «ينتخب رئيس مجلس نواب الشعب بالأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس و في صورة عدم الحصول على هذه الأغلبية يجرى اقتراع ثان بين المترشحين المحرزين على أكثر عدد من الأصوات في الاقتراع الأول. و في صورة تساوي الأصوات يرجح المترشح الأكبر سنا، فإن انتفى فارق السن يتم اللجوء إلى القرعة لتحديد الفائز. و يعلن رئيس الجلسة عن اسم المترشح الفائز.»
هذا و حسب الفصل 12 يتولى المجلس بعد ذلك وفي نفس الجلسة انتخاب النائب الأول للرئيس ثم نائبه الثاني بنفس الطريقة المعتمدة في انتخاب رئيس المجلس.
راشد الغنوشي في طريق مفتوح إلى الدور الثاني الاكيد أن الجلسة الافتتاحية لمجلس نواب الشعب الجديد اليوم ستكون جلسة و لا توجد إلى حد الآن مؤشرات في تقدير المحامي عبد الواحد اليحياوي على اتفاقات شاملة او حتى جزئية ستذهب بها الاحزاب السياسية الممثلة في البرلمان الى جلسته الافتتاحية حيث سيقع انتخاب رئيس محلس النواب و نائبيه… رغم ان حركة النهضة لم تعقد اتفاقات فانها مستفيدة من عدم وجود اتفاقات في الجهة المقابلة حيث سيكون رئيسها في طريق مفتوح إلى الدور الثاني خاصة إذ كان منافسه من قلب تونس.
و تابع أن نجاح حركة النهضة في فصل مسار انتخاب رئاسة البرلمان عن الحكومة سيقوي موقفها عند تشكيل الأخيرة حيث ستدخل و قد حققت هدفها الأساسي اي رئاسة البرلمان و سيكون مجال مناوراتها قد اتسع باعتبار انها ستكون في مناخ اقل ضغط…
الثابت أن مفاوضات في “الغرف المغلقة و تحت الطاولة” بين الحركة الاسلامية و قلب تونس و تحيا تونس لدعم الغنوشي اليوم لرئاسة البرلمان مقابل تقديم عدة تنازلات اهمها حقائب وزارية و تعيين رئيس حكومة مستقل لاينتمي إلى حركة النهضة استجابة لشروط هذه الأحزاب تجري بنسق حثيث.
في المقابل يرى محللون ان دفع راشد الغنوشي و انتخابه رئيسا لمجلس النواب الجديد هو نكسة للدولة الوطنية في الفترة النيابية الجديدة لانه يمثل التيار الاسلامي في تونس منذ قدومه في سنة 2011 كما انه لم يفصل الى حد الان بين الدعوي و السياسي مثلما زعمت الحركة في مؤتمرها الأخير و ان الأحزاب الوسطية التي سيصوت نوابها له سيرتكبون خطا فادحا لن يغفره لهم ناخبيهم لكن مع ذلك تبقى إمكانية فشل راشد الغنوشي في الظفر برئاسة المجلس فرضية مطروحة على اعتبار أن السياسة فن الممكن و المفاجات واردة و مطروحة و على فرض وقوعها –إي الفرضية– فهذا دليل على أن النهضة فشلت في مشاوراتها و ستفشل في تشكيل الحكومة و نكون حينها مقبلين على أزمة سياسية كبرى كل السناريوهات ممكنة و قد تكون الساعات الأخيرة و المفاوضات في اللحظات الصفر فارقة.
هاجر و أسماء