بقلم مصطفى الخماري
ليس بالسباب والشتايم والتحريض على التباغض سيبنى مستقبل تونس.
ما هكذا نطمان على ما حققته اجيال وما مات من اجله ابطال وما هكذا ستتعلق الاجيال الصاعدة بحب الوطن وهي تراقب معاول الهدم ومحاولات اشعال وقود الكراهيةالتي تغذي نيران الاحقاد وتهدد بالحرب الأهلية وهو أكبر دليل على ان من يفعل ذلك لم يقرأ تاريخ تونس القديم والحديث وغاب عنه اننا شعب صعب المراس ويعرف كيف يحافظ على وطنه ولا يغتر بهذيان من لم يعوا ان تونس حصنت نفسها واكتسبت مناعة قوية ضد كل من تخول له نفسه النيل من أمنها واستقرارها وان احفاد الثوار على الاستعمار كلهم يقضة للمحافظة على مكتسبات وطنهم .
تذكروا صمود قفصة و ملحمة بن قردان!
يهديكم ربي يامن تتحكمون في الوطن عودوا الى رشدكم واتركوا خلافاتكم جانبا وتفرغوا لبذل جهودكم مجتمعين للإنقاذ ارواح البشر والا فان التاريخ لن يرحمكم.
. البشر أغلى ثروات الوطن !
سبق وان كتبت ان اولى الاوليات اليوم هي حماية التونسيين من جايحة الكورونا التي قتلت الى حد الان اكثر من عشرة آلاف مواطنة ومواطن وكتبت أيضا أن هذا العدد الكبير من الضحايا الذي لم تعرفه تونس في كل فترة حركة التحرر والازمات الداخلية والحروب العالمية الاولى للقرن الماضي والى حد اليوم. . هذا العدد كان يمكن أن يتقلص لو كانت الحوكمة أنجع والقدرة اكبر على تحسب تفاقم الجايحة والاستعداد لمجابهتها.
لماذا لا يفهم الحكام ان واجبهم اليوم قبل كل شيء وكل خلاف أو صراع او سوء تفاهم هو البحث عن حلول اكثر نجاعة لتوفير اللقاحات وفتح مزيد من مراكز التلقيح.
الواقع يفرض اليوم ان يحرك رءيس الجمهوريةالمسؤول عن الامن القومي- وحياة المواطنين هي من أولويات استقرار الامن القومي- يحرك كل سفاراتنا ، وهي مؤهلة لذلك بما لها من قدرة و كفاءة وحسن تدبير وعلاقات جيدة مع المؤثرين بلدان الاعتماد، لتحصل بلادنا على الكمية الكافية من اللقاحات مع تكثيف تواصل رئيس الجمهورية الشخصي مع نضرايه عبر العالم لتحسيسهم لضرورة السعي لتتمكن بلادنا من شراء ما تستحقه من كميات كافية من التلاقيح.
تونس كانت دايما سباقة لإعانة الاصدقاء والأشقاء عند الحاجة واصدقاؤنا واشقاؤنا لن يبخلوا بمساعدة بلادنا في هذه الظروف الصعبة.
لكن لا بد ان نتوجه اليهم وان نبادرو نتحدث اليهم ومواد لديهم مبتعثين مختصين يمثلون رءيس الجمهورية وان تجتهد الدولة بكل مكوناتها لتجنيد كل قواها وخاصة دبلماسيتها وتشجيع سفراءها على المبادرة والمساهمة في إيقاف النزيف البشري الذي تتحمله البلاد وهي في حاجة الى كامل أبناءها في معركتها ضد الازمة المالية والاقتصادية.
الثروة البشرية هي اغلى ما تملكه تونس.
كلنا في حاجة الى ان تؤكد الدولة بمبادراتها وحرصها الفعلي والمتواصل والناجع والملموس بالنتايج على إنقاذ التونسيين من الجايحة، على انها تعي ذلك جيدا.