- متى يدرك سعيد انه لم يعد “رئيس تنسيقيات”…!!!!
- الاسراع بتعيين رجل اقتصاد قادر على اصلاح المالية العمومية و التحكم فيها و التفاوض مع المانحين الدوليين
- انتهى عهد “اللجان الشعبية” التي فشل فيها القذافي رغم اموال اباره البترولية الضخمة …
استقبل الرئيس قيس سعيد أمس وفدا أمريكيا رفيع المستوى – له صبغة امنية بامتياز – محملا برسالة من الرئيس الأمريكي بايدن وقد أثار “الأختلاف” بين بيان الرئاسة وبيان وزارة الخارجية الأمريكية الكثير من الجدل بين من أعتبر أن الوفد الأمريكي طالب سعيد برفع التجميد عن البرلمان وعرض الحكومة الجديدة عليه وبالتالي إيقاف “المسار الأنقلابي” وبين من أعتبر أن الوفد الأمريكي ساند المسار التصحيحي الذي أختاره قيس سعيد.
والحقيقة… و المعروف بداهة ان الطلبات الرسمية و الحقيقية لا يعلن عنها ابدا ضمن بيانات رسمية. كما ان تأخر زيارة هذا الوفد وعدم حضور وزير الخارجية الأمريكي بنفسه دليل على أن الأدارة الأمريكية غير “منزعجة” من “أنقلاب” قيس سعيد وإلا لما صبرت عليه حوالي العشرين يوميا ثانيا لم يشر بيان وزارة الخارجية حول هذا اللقاء إلى رفع التجميد عن البرلمان وهذا مربط الفرس، فلا شيئ يمنعهم من التنصيص على هذا المطلب بوضوح إذ تحدث البيان الأمريكي عن ضرورة التسريع بالعودة إلى” المسار “وهو ما قاله سعيد نفسه من البداية كما أن المطالبة بتسريع تشكيل حكومة هو أيضا عنصر من العناصر التي أعلنها قيس سعيد.
فالواضح أن الأدارة الأمريكية غير منزعجة من هذا “الأنقلاب” وهو ما يترجم عدم ألتقاء أعضاء الوفد مع راشد الغنوشي رئيس البرلمان المجمد ولا مع ممثلي الأحزاب وبالتالي ألتقاء ضمني مع قيس سعيد في أعتبار أن منظومة الحكم بمنطق المحاصصة الحزبية والغنيمة التي ميزت عشر سنوات من حكم حركة النهضة هي سبب الأنسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد والذي حتّم على قيس سعيد ضرورة إيقافه والقطع معه.
فبعد الدعم المصري،الفرنسي، الجزائري والخليجي يمكن القول أن الرئيس قيس سعيد فرض الأمر الواقع على الجميع ولم يبق للمتباكين على “المسار الديمقراطي” و”الخوف من عودة الديكتاتورية” أي أمل في حصد الدعم الدولي مثلما كانوا يفعلون زمن بن علي.
لكن في المقابل على قيس سعيد التسريع بأعلان خارطة طريق واضحة حتى يطمئن الشارع التونسي أولا بأن لا عودة إلى الوراء وثانيا إلى أين نسير.
و ليدرك قيس سعيد انه يدير دولة تتطلب نواميس و ضوابط تمنعه من المرور من منطق القبيلة و الغنيمة و “تعيينات العفو التشريعي العام “… الى “تعيينات تنسيقياته” فهو ليس رئيس تنسيقيات… و انما رئيس دولة…!!!!
و مواصلة التعيينات على غرار والي بنزرت انما هو تدمير ذاتي… يمارسه سعيد ضد مشروع لا بد ان يقطع مع الشعبوية… و احلام “اللجان الشعبية” التي فشلت رغم اموال القذافي و اباره البترولية الضخمة…!!!
و يدرك ان تونس لا يمكن ان تكون الا حداثية… لا صلة لها بالظلامية لا من قريب و لا من بعيد..!!!؟؟
و يبقى الإسراع بوضع حد لهذا الغموض الخطير – عبر تعيين شخصية اقتصادية تحكم تسيير المالية العمومية الفالسة… قادرة على التفاوض مع الشركاء النقديين العالميين – أفضل طريقة لقيس سعيد لطمأنة الداخل و الخارج على حد السواء….!!!
مصطفى المشاط