طالبت النقابة الوطنية للصحفيين في بيان لها أصدرته منذ قليل بملاحقة أنصار قيس سعيد الذين أعتدوا على فريق قناة الحوار التونسي مساء أمس في شارع بورقيبة و الصحفيين في مؤسسات أخرى منها إذاعة المنستير و أعتبرت النقابة أن هذه الممارسات تعيدنا إلى مربع العنف في 2012 و 2013 و تورط رابطات حماية الثورة في ذلك و هذا نص بيان النقابة:
“عمدت بعض المجموعات من المحتفلين بنتائج سبر الآراء التي تفيد بفوز المرشح الرئاسي قيس سعيد مساء الأحد 13 أكتوبر 2019، إلى الاعتداء على الصحفيين في مناطق متفرقة من البلاد.
حيث تم استهداف فرق عمل قناة “الحوار التونسي” في ولايتي تونس ونابل بالعنف الجسدي و محاولة تهشيم المعدات والطرد من التجمعات الكبيرة التي شهدتها مناطق شارع بورقيبة بالعاصمة و منطقة بني خيار من ولاية نابل.
و قد رفعت هذه المجموعات عدة شعارات استهدفت قناة “الحوار التونسي” من قبيل “اعلام العار” و عبارات نابية إضافة إلى رفع شعار “ارحل” في وجه الصحفيين المتواجدين في الميدان.
كما تم الاعتداء لفظيا ومضايقة الصحفيين العاملين في مؤسسات وطنية و أخرى أجنبية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. ونظمت مجموعة من الشباب الذين يشتبه في انتمائهم إلى تيارات دينية متشددة وقفة احتجاجية أمام مقر “إذاعة المنستير” رافعين شعارات من قبيل “اعلام العار” إضافة إلى استعمال عبارات سب و شتم استهدفت الصحفيين و العاملين بالإذاعة.
و كانت بعض الصفحات على موقع فايسبوك و المحسوبة على حركة النهضة قد انخرطت في حملات تحريض و سب و شتم ضد التلفزة الوطنية، و ذلك إثر مناظرة الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، وبعد إعلان حركة النهضة تتبعها القانوني للتلفزة على خلفية طرح سؤال حول ملف “الجهاز السري لحركة النهضة”.
إن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين إذ تدين بشدة الاعتداءات العنيفة التي طالت الصحفيين، فإنها تدعو النيابة العمومية إلى التحرك العاجل لتتبع المعتدين الذين ستثبت الابحاث تورطهم فيها. و تضع على ذمة الصحفيين المتضررين طاقمها القانوني لمباشرة إجراءات التتبع.
و تعتبر النقابة الاعتداءات التي طالت الصحفيين ليلة أمس محاولة للعودة إلى مربع العنف الذي تجاوزناه بحل “رابطات حماية الثورة” و الذي عانى منه الصحفيون سنوات 2012 و 2013، و تؤكد النقابة أنها ستقف حصنا منيعا لصد أي محاولة للرجوع الي الخلف بحرية الصحافة و حرية الرأي و التعبير.
كما تصنف النقابة الاعتداءات العنيفة التي طالت الصحفيين ضمن خانة المؤشرا السلبية و دليلا على ضعف الالتزام بحرية الصحافة، و غياب الوعي المواطني بطبيعة العمل الصحفي و حدود ممارسة حرية التعبير و انطلاق محاولات التضييق من قبل الأطراف السياسية و عدم تقبلها للرأي المخالف.
و تدعو النقابة المتشرح للانتخابات الرئاسية قيس سعيد إلى الدعوة الصريحة للتوقف عن الاعتداءات على الصحفيين و الاعتذار المباشر عما أقدم عليه أنصاره في مختلف مناطق الجمهورية.
عن النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
الرئيس ناجي البغوري”