- لماذا تجاهلت التلفزة التونسية الرسالة توضيحية من النجم الساحلي؟
- حقوق بث بالمليارات لأجل مباراتين فقط في الأسبوع
لاحظ متابعو التلفزة التونسية غياب تصريحات لاعبي و مسؤولي النجم الرياضي الساحلي و إطاره الفني في برنامج الأحد الرياضي و والبرامج الرياضية في التلفزة الوطنية دون غيرها من القنوات المحلية و العربية التي تملك حقوق بث بعض المباريات من الدوري التونسي و تغطيتها.
و بالبحث في أسباب هذه المقاطعة على مستوى التصريحات بلغنا أن فريق النجم الساحلي مستاء من عدم بث التلفزة التونسية لمباراته الأخيرة في الرابطة المحترفة الأولى ضد الملعب التونسي في ملعب باردو و خصوصا تجاهل التلفزة للرسالة الرسمية التي بعثت بها الهيئة المديرة للنجم الرياضي الساحلي تستفسر فيها عن سبب عدم بث تلك المباراة المهمة في الترتيب العام وتطلب منها بثها خصوصا وان مباراة النادي الصفاقسي و الملعب القابسي التي نقلتها التلفزة في تلك الجولة كانت محسومة على الورق و على الميدان و لم تكن بدرجة أهمية مباراة النجم و الملعب التونسي.
و لكن التلفزة لم ترد على المراسلة و لم تولها اهتماما و هو تصرف لم يعجب هيئة النجم التي تعتبر و انه كان على التلفزة الرد على المراسلة من باب الاحترام المتبادل و كذلك من باب واجباتها كطرف يملك حصرية نقل مباريات الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم.
و علمنا ان هيئة النجم ستواصل مقاطعة التصريحات لفائدة التلفزة الوطنية طيلة المباريات المتبقية من البطولة و الكأس.
على أي مقاييس تعتمد التلفزة في نقل المباريات؟ و تطرح هذه الحادثة مسألة المقاييس التي تعتمدها التلفزة الوطنية في اختيار المباريات المنقولة مباشرة على قناتيها الأولى و الثانية فهل هي مقاييس موضوعية مرتبطة بأهمية المباراة ؟ ام هي مقاييس تعتمد التوزيع الجهوي للفرق؟ ام هي مقاييس تعتمد المجاملات و العلاقات الشخصية خصوصا و ان عددا من الفرق التونسية الكبيرة يلعب في مسابقات رياضية مختلفة و يقدم مساعدات كبيرة للفرق التلفزية التي تسافر معها على الطائرات الخاصة و تسكن معها غالبا في نفس الفنادق.
و لئن يبدو ان التلفزة تعتمد مقاييس جدية بالعودة الى سجل بثها المباشر هذا العام او مجمله على الأقل فانه يتعين عليها توضيح الموضوع و نشر المقاييس المعتمدة في اختيار المباريات للعموم حتى يتبينها الجميع و لا تشوبها شائبة او اتهام بمعاداة هذا الفريق و مجاملة ذاك لأسباب بعينها و حتى تكون بالتالي خاضعة للشفافية و الانصاف و هما شرطان اساسيان من وظائف المرفق العمومي التلفزي.
و يذكر ان التلفزة التونسية تقتني حقوق بث مباريات الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم بالمليارات و لكنها لا تستغل بثها بالشكل الكافي و تقتصر على مباراتين في الاسبوع في غالب الأحيان في حين أن من حقها بث جميع المباريات ، و تكتفي بالنسبة إلى الأخرى بتغطيتها في اطار تقارير قصيرة لا غير تبث في الأحد الرياضي أو وسط الاسبوع حسب مواعيد المباريات.
لماذا لا يتم توزيع النقل التلفزي على عدد أوفر من القنوات التلفزية المحلية و العربية؟ و يقترح عدد كبير من احباء الرياضة ان تقوم التلفزة باحالة حقوق المباريات التي لا يمكنها بثها الى قنوات أخرى حتى لا يحرم المشاهدون من حقهم الرياضي المشروع.
و لئن لا يمكن للتلفزة اتخاذ قرار بمفردها في هذا الخصوص فانه يتعين على جامعة كرة القدم أن تأخذ في الاعتبار هذا الحق في المعلومة و الإعلام و ذلك بإعادة النظر في طريقة عرض حقوق بطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم حتى تنتفع منه جميع القنوات التي تملك حافلات البث المباشر مع ضمان نسبة معقولة من الاشهار الذي ترتبط به الجامعة مع مجموعة من المستشهرين الكبار لفائدة القنوات الناقلة اضافة إلى ما يمكنها جلبه من مداخيل اخرى بطرقها الذاتية.
و يطرح هذا المقترح تساؤلا كبيرا حول وجود معلقين رياضيين بالكفاءة المطلوبة في تونس و خصوصا في التلفزة الوطنية التي كثيرا ما تعرض معلقوها للنقد و المؤاخذة نتيجة عدم قدرتهم على التفاعل مع اجواء المباريات و هذا ما جعل التلفزة تستنجد في الفترة الاخيرة بالمعلق المنجي النصري بعد فترة من الغياب.
و يعتبر البعض أن ملاعب كرة القدم في تونس ليست كلها مؤهلة للنقل التلفزي الجيد و ان التلفزة في اطار وظائف المرفق العام تجتهد كثيرا في عملية النقل المباشرة حتى و لو لم تكن الملاعب مؤهلة لذلك و يتعرض أعوانها في بعض الحالات للعنف المادي و اللفظي لقرب الكاميرات التلفزية من حشود الجماهير.
و بالتالي فإنه يصعب على قنوات اخرى اقتناء حقوق بث المباريات التي لا تنقلها التلفزة حيث هي ستكون على درجة اقل من الأهمية و لا تجلب المستشهرين. و يتعين بالتالي على جامعة كرة القدم النظر جديا الى هذه المسألة في اطار تطوير اللعبة في تونس و التي لا تقتصر على اللاعبين و المدربين و الفنيات و التكتيك و انما ترتبط كثيرا بنوعية المنشآت الرياضية.